اتحاد الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

للتاريخ شواهد كثيرة سمينها يبقى حاضرا بقوة يتفوق على الغث والنسيان، فتتخلد مأثرة تذكر البشر دوما بعالم المثل والخير والضمير، مهما اشتدت نوائب حق القوة على قوة الحق.

لكن المآثر لطالما ارتبطت بالفرد البطل، هكذا علمتنا روايات التاريخ وحكاياه المضيئة، أما أن يمتاز شعب بأسره بهذه المآثر فهي سابقة جديرة بحجز مكان مضيء في كتاب السير الآدمية.

كان في البدء "زايد الخير" النموذج والمثال، الذي سرعان ما انتشر نهجا جَمْعيّاً طال جميع أبناء الإمارات قيادة وشعبا، وتمازج بالتسامح والتلاقي الحضاري مع أكثر من مئتي جنسية كونية، ليثمر تأثيرا متبادلا من خلاله أقبل الغريب قبل القريب على عمل الخير والتطوع.

في هذا الشهر الفضيل لا يكاد يخلو متجر في الإمارات بأسرها من صناديق جمع التبرعات لمختلف الجمعيات الخيرية المجندة لإغاثة المحتاج، ولكم مررنا محاولين حشر التبرعات في هذه الصناديق الممتلئة عن بكرة أبيها، ولكم راقبنا بإعجاب أناسا من خارج قواميس قيمنا من أوروبا وآسيا وأميركا، وهم يدفعون ببعض التبرعات في هذه الصناديق بعد اكتمال مشترياتهم.

هي دولة الاتحاد على العطاء وعمل الخير، من يدخلها لا بد سيتأثر بقيمها وثقافتها العامة، فيسير مع ركب التفكير بالغير لأناس آمنوا بنصيب للآخرين بالنعمة إذا أقبلت، وبحق المحزونين في لحظة فرح، فيعود العالم مكانا جديرا بالعيش وبالإنسان، بعدما كاد الجشع يذهب به إلى الهاوية.

Email