سيد الضمير

ت + ت - الحجم الطبيعي

عوداً على بدء، النهج الخيري الذي تأسست عليه الدولة، وصيغت وفقه النفوس، لتنضاف صفة "مجتمع العطاء" إلى قائمة الفخر الإماراتي.

لا حاجة للتطرق إلى سياسة الدولة الخاصة في المساعدات الخارجية، وتفوقها على الدول المتقدمة في مقياس العطاء، ولا إلى المبادرات العديدة التي انطلقت لإغاثة البشرية بوسائل مدروسة وتصورات علمية، تنتبه للفئات المنسية، كالأطفال ومرضى العيون وتشوهات القلب الخلقية، فهذه المبادرات تتحدث عن نفسها برصانة وإيجاز الحياء الإسلامي النبيل، بل يجدر الانتباه إلى الحراك الداخلي في المجتمع الإماراتي خلال شهر رمضان.

مشاهد مؤثرة تلك التي يراها كل من لا يسعفه حظه في الوصول إلى مائدة عائلته في موعد الإفطار، حين تتلقفه أيدي متبرعين آثروا زيادة عدد ساعات صيامهم، وتحملوا عناء الحر، من أجل تسليم عاثري الحظ هؤلاء ما يبلون به عروقهم.

هؤلاء المتطوعون هم فخرنا وضميرنا الإنساني، ولا سيما أنهم يصطحبون أبناءهم وعائلاتهم إلى هذه المهمة الخيرة، حيث يغرسون في النفوس الصغيرة، فعلاً لا قولاً، مفاهيم الإحساس بمعاناة الآخرين وتقديم يد العون لهم.

ما يثلج الصدر أكثر، هو أن هذه المشاهد، كما هي مبادرات القيادة الرشيدة، ليست موسمية ولا مرتبطة بالشهر الفضيل، بل هي مشاهد اعتدناها كلما دعت الحاجة، وأقربها للذاكرة، توزيع المياه والعصائر والوجبات على العمال الذين تضطرهم طبيعة عملهم لمغالبة الحر.

مجتمع بني على التعددية الثقافية والتسامح بين مختلف أجناس البشر، مجتمع محركه العطاء.. هو بلا شك سيد الضمير الآدمي.

Email