للجميع نصيب

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي حيوية ميزت مجتمع الإمارات، وأشع عطاؤه مكثفاً في شهر رمضان المبارك، فكأن الصوم بات محركاً للطاقة والتفاؤل وتكريساً لإحساس الإنسان بأخيه الإنسان أينما كان مكانه ومهما كان لون معتقداته.

لن نتحدث في هذه العجالة عن العطاء الإنساني وتصدر الدولة قائمة المانحين للمساعدات الخارجية نسبة إلى الدخل القومي، لكننا نجد لزاماً التوقف عند المبادرات المبتكرة والخلاقة حتى في الجانب الإنساني، والتي بالتأكيد تستمد دافعيتها من نهج أرساه الآباء المؤسسون وسارت عليه القيادة الرشيدة وطورته أكثر مواكبة لتقدم الإمارات الكبير على سلم الحضارة البشرية.

من بين المبادرات التي يصعب حصرها، واحدة متفردة في الذكاء والحس الآدمي على حد سواء، هذه المرة أبدعتها - كعادتها - شرطة دبي، حينما لم تنس عائلات نزلاء المؤسسات الإصلاحية والعقابية، هذه العائلات التي لا ذنب لها في ما ارتكبه معيلها لكنها تشاركه دفع الثمن.

شرطة دبي انتبهت إلى هؤلاء، بما أن ميزان العدالة السماوية لا يأخذ أحداً بجريرة آخر، وعلى هذا الهدي أطلقت حملتها لصرف راتب شهري لأسر النزلاء التي كانت تعتاش على دخلهم قبل أن يلقوا بأنفسهم خلف القضبان.

التماعة الضمير، وسعة صدر المشرع، وهاجس الاستقرار والرفاه، كلها عوامل تداخلت في ولادة هذه المبادرة المتفردة بحق، فالنزيل يستمد منها الطاقة لقضاء محكوميته، وأسرته تستقي منها الصبر، والمجتمع طبعاً هو الفائز بتوفير ضمانات الطمأنينة حتى لهذه الفئة التي جانبها الحظ وسوء تقدير معيلها.

Email