من أحق منها

ت + ت - الحجم الطبيعي

تموج منطقتنا العربية بلجج الحزن والاضطراب وعدم اليقين، وما كان ربيعاً انقلب خريفاً ينبت الموات في غير ساحة، ويجعل المقبل من الأيام في مهب القلق وعدم اليقين، ما يجعل معظم أقطار العرب بيئة لعدم الاتزان، وتكون مواتية للنفوس المريضة للتسلل إلى البقاع المطمئنة لحاضرها ومستقبلها، الواثقة من نهجها واستراتيجيتها.

لكن في ظل هذا المشهد العربي القاتم، برزت كوة من أمل وضيء، حين تسمر مئات الآلاف من الشعوب العربية أمام شاشات التلفزة يرقبون "محبوب العرب"، فمنهم من فرح لفوز الفلسطيني محمد عساف، ومنهم من حزن ومنهم من كان محايداً، وآخرون جادلوا في النتيجة، لكن المحصلة كانت حراكاً في منطقة البهجة والتفاؤل، لا رصاصاً وتحشيداً طائفياً وعرقياً، ودماراً يعم ولا يخص في زمن الأزمات.

هو التوق للأمل في ظل انتشار سحابات البؤس والخوف والأرق، هو التوق للفرح وسط الغم، وتفريغ الكرب بصرخة طرب أو ضحكة منفلتة، فالتوازن ابن الطبيعة البشرية، حيث لا تستقيم الحياة بلون طاغ وحيد.

برنامج المنافسة على "محبوب العرب" بث من بيروت، رغم حالة الترقب والتوجس وحوادث انفلات واحتقان، لكن البهجة، ورغم هذه الأجواء، وصلت إلى غالبية منازل العرب.

هنا، وأمام الشاشات، تكرر السؤال آلاف المرات: أي مدينة تليق بمثل هذه البرامج أكثر من دبي عاصمة الفرح والسعادة؟ وأي مكان أجدر وأجدى من هذه الدانة ليطلق ثقافة الود والإبداع ويزينها بلمسات المدينة المتألقة؟.

Email