جمر الحق والحقيقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الشدائد تختبر معادن الرجال، كما في حقبات الفوضى والارتباك يكون الوجدان هو البوصلة التي تشير دوما إلى الاتجاه الإنساني القويم.

المنطقة العربية تعرضت لهزة قوية بارتداداتها المتوالية، ومعها اختلطت الأولويات، وشاب الغباش الصورة العامة للمشهد الراهن، الذي يؤطر أمتنا حاضراً ومستقبلاً، باستثناء نفر من هذه الأمة ما زال القلب لديهم سليماً من دون سوء، والضمير قابضاً على ثوابت الحق التي لا جدال فيها ولا مراء.

هؤلاء هم هنا من أبناء الإمارات الذين ورثوا من قيادتها التاريخية الانحياز للمظلومين في الأرض، ونصرة المقهورين والمعوزين أينما كانوا، فما البال إن كانوا في بيت المقدس..حفلت مواقع التواصل الاجتماعي، في الآونة الأخيرة، بالعديد من التغريدات والتعليقات من أبناء الإمارات، تذكر الأمة المشغولة بتداعيات "ربيعها" القاتم، عن قضيتهم المركزية: فلسطين.

لم تنسهم مماحكات القوى الظلامية وتسللاتها وبرامجها التدميرية، قلب الأمة المكلوم بأعتى احتلال استيطاني على وجه الأرض.

ذكروا، لعل الذكرى تنفع، أمة تمزقت ردحاً طويلاً، حتى حين أرادت تغيير واقعها لتطويره، تشرذمت أكثر في الفراغ، ولم تنتبه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقتصر تأثيره التخريبي على فلسطين، بل يمتد لكل بقعة ينبعث منها ضوء المستقبل العربي.

هؤلاء هم من يقبضون على جمر الحقيقة، بصدق وطيبة وإرادة قل نظيرها.

Email