نموذج متفرد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الهزة الحالية في العالم العربي التي امتدت إلى جواره أيضاً، تؤكد الرؤية الثاقبة بعيدة المدى للآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة.

فبعد انقشاع الاستعمار القديم مخلفاً اتفاقية «سايكس ـ بيكو»، التي رسمت الحدود الجيوسياسية للدول المستقلة بشكل اجتزائي وجزافي وجبري، عادت التناقضات لتظهر إلى السطح مجدداً، حتى لو كانت بفعل فاعل، لكنها في النهاية ظهرت إلى السطح مهددة بإعادة رسم هذه الحدود من جديد.

الشكل الوحدوي الذي بنيت عليه الدولة الإماراتية، يحمل في مضمونه عوامل البقاء والنماء القوية، فالنظام الاتحادي أو الفيدرالي، هو أقوى النظم السياسية على الإطلاق، لعدة عوامل:

أولاً؛ هو نظام نابع من رغبة جماهيرية عارمة في ترك التشرذم والضعف، لمصلحة الاتحاد والقوة والرفاه.

ثانياً؛ يحفظ هذا النظام لكلٍّ خصوصيته، بل هو الأنجح في صهر الخاص في العام والهوية الجامعة.

ثالثاً؛ بالتجربة المقارنة بين الحال قبل الاتحاد وبعده، تترسخ ثقافة الاختيار الحر والهوية الأوسع والحضور الأقوى على الساحة الدولية.

رابعاً؛ يطلق هذا النظام الميزة الخصوصية لكل مكوناته، سواء كانت اقتصادية أو ثقافية أو سياسية، وهو ما يشكل الأرضية الخصبة للتكامل.

وأخيراً؛ تتميز عملية صنع القرار في هذا النموذج بالنضج التشاوري، والأخذ في الاعتبار كل الأطراف، ما يجعلها مشاركة فيه لا متلقية له.

كل ما سبق يفسر تطور النموذج الإماراتي وصلابته في وجه الهزات، ومقدرته على التعامل بمرونة وحنكة مع كل المتغيرات، بل والأهم قيادة لديها استراتيجية واثقة.

Email