عطاء مواز

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا كان الإيفاء بمتطلبات المواطن المعيشية هو أساس العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، منذ جان جاك روسو، فإن إسعاد الناس، وهو المرحلة التي تعلو على الإيفاء بمتطلباتهم، بات مرجعية عالمية وضعتها القيادة الرشيدة، لقياس مدى نجاح الحكومات في أداء مهامها، والأهم مستوى قدرتها على الإبداع وتجاوز كل التحديات وصولاً إلى التنمية المستدامة.

لم تعد الخدمات التي تقدمها الحكومة للمواطن في مستوى الحاجات الأساسية، وتلك التي توفر العيش الكريم، من مسكن وتعليم وصحة ومساعدات زواج وبدء المشاريع التجارية، وتأمين الوظائف بمستوى دخل عال، بل تعدتها إلى حدود الرفاهية، وربما ما يمكن وصفه بالكماليات الجمالية.

يكفي فقط أن نعلم أن في إمكان المواطن أو المواطنة، إجراء عمليات تجميل من شفط دهون وتقويم وغيرها من مختلف صنوف الجراحات التجميلية.. مجاناً ومن دون أي كلفة.

هذا يعد في ذاته تحدياً لكل النظم الصحية العالمية، التي لم نسمع في أي منها حتى في الدول المتقدمة والكبرى، بشمول مثل هذه الجراحات في التأمين الصحي، لما تتميز به من كلفة باهظة، فعملية شفط الدهون مثلاً تقدر قيمتها بـ90 ألف درهم، فما البال بعمليات أكثر تعقيداً!

حكومة الدولة تبدع ولا تغفل عن أي مساحة أو أمر فيه مصلحة للمواطن، فتمده بكل أسباب التفوق والتميز، ويبقى على الطرف الثاني من أطراف العقد الاجتماعي، أن يحاكي هذا الاهتمام بعطاء مواز واستثمار الفرص المتاحة، لتكتمل مقومات التنمية الشاملة.

Email