حكومة تسبق عصرها

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتسابق العالم كله لاهثا ويبذل كل جهد لديه، للحاق بالتطورات التكنولوجية المتلاحقة بسرعة الضوء، حيث لم يعد العالم قرية صغيرة، كما كان قبل سنوات معدودات، وإنما أصبح غرفة واحدة يتبادل أهلها الحديث بكل وسائل الاتصال التي لم تكن تخطر على بال.

لكن دبي التي احترفت حرق المراحل وتجاوز سرعات الابتكار المعهودة، فكرا وتطبيقا، استطاعت أن تختط لنفسها مسارا تصاعديا بسرعات غير مسبوقة.

فقبل أيام أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مبادرة "الحكومة الذكية" التي تعمل على مدار الساعة طوال أيام السنة، ولا تنتظر أن يأتي المتعاملون إليها لإنجاز معاملاتهم، وإنما تذهب إليهم في منازلهم أو أماكن عملهم.

فكرة لا تلاحق عصرها وإنما تسبقه بمراحل، ولا شك أنها تسيل لُعاب الكثير من المؤسسات العالمية الكبرى والشركات العابرة للقارات، الباحثة عن كل وسيلة تؤدي إلى زيادة أرباحها وكثرة زبائنها.. أما الحكومات وأجهزتها البيروقراطية، حتى في أكثر الدول تقدما تكنولوجيا وخبرة إدارية، فليس مثل هذه الأفكار واردا في قاموسها، ولا ممكنا تصورها، أحرى أن تفكر في تطبيقها عمليا على أرض الواقع.

الأفكار الإبداعية الخلاقة هي التي تصنع الإنجازات الكبرى، وهي وحدها القادرة على تغيير مسارات الشعوب ومصائر الأمم.. وهذا ما برعت فيه دبي وتميزت به دولة الإمارات العربية المتحدة، في مختلف المجالات وعلى كل المستويات.

Email