دروس وعبر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاصيل محاكمة أعضاء "التنظيم السري" الجارية، ومتابعة تعليقات أنصار "الإخوان المسلمين" على مواقع التواصل الاجتماعي، لا تثير الحنق فقط، بل تجعل الدم يغلي في العروق، لكن الفرق بين القائد والإنسان العادي، هو تماماً بحجم المسافة بين الحكمة والنزق.

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أمر بعلاج إحدى المتهمات بالانتماء إلى هذا التنظيم، في الولايات المتحدة الأميركية على نفقة الدولة، وذلك بعدما أظهرت محكمة أمن الدولة مستوى غير مسبوق من الرأفة، بالسماح بمغادرتها الدولة للعلاج.

كلنا يتذكر قبل أسابيع، وفي بداية هذه القضية، أمر صاحب السمو رئيس الدولة بصرف مبالغ مالية كبيرة لأسر المتهمين، لضمان مستوى معيشي لائق لهم، بل إن بعضهم تلقى هذه المساعدات المالية أكثر من مرة.

هنا، لا بد أن نتذكر أن الحديث يدور حول مجموعة خططت للاستيلاء على نظام الحكم بوسائل مشبوهة عدة، يصل بعضها إلى الاستعانة بالخارج ضد الوطن، وتحريض مراكز القوى الدولية ضد نظام الحكم، وهو ما يعد أبشع درجات التنكر للانتماء والحس الوطني. ورغم ذلك، برزت حكمة القيادة وحلمها، عبر التعامل مع أفراد هذه المجموعة كما لو كانوا أبناء ضلوا الطريق، ويبقى الرهان على تصويب نهجهم.

دروس وحكم تترك للقضاء المستقل أن يقول كلمته في أفعال "التنظيم السري"، من دون تدخل أو تأثير، لكن أبوية القائد دأبت على وضع الإنسان في مقدم سلم القيم ونهج الحكم.

Email