ثقافة الرفاه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في غالبية المجتمعات، وخصوصاً المتقدمة منها، ينحصر التنافس بين فئة قليلة من الناس، بينما محيط العموم الشاسع يتخبط في مستوى معيشي رث، يحلمون بوظيفة أو عمل ولو بالمياومة.

لكن البصمة الإماراتية تتسع إلى تعميم ثقافة الرفاه بين مختلف شرائح المجتمع وفئاته. تم ذلك حين نجح هذا النموذج الاقتصادي في توسيع حجم طبقة متوسطي الدخل، وهي الطبقة التي تعتبر الأهم في المجتمعات، لما تتميز به من سعة ثقافة وعلم، والأهم قوة الطموح.

عندما طرحت شركة "إعمار" العقارية العشرات من المنازل للبيع، كان الطابور الطويل مكتظاً بممثلي أكثر من فئة اجتماعية واقتصادية ينتظرون منذ الفجر، بعضهم توفر على مدخرات تمكنه من الاستقرار في منزل مستقل، والبعض على سبيل التجارة، لكن الكل يتنافس على الرفاه.

إلى جانب ذلك، تتوالى المؤشرات المبشرة: في نفس اليوم خبر يتصدر واجهات الصحف، يتحدث عن تراجع نسبة اقتراض الشركات في أوروبا من البنوك بمقدار 1.3 في المئة، وهو دليل عودة مستوى ما من الركود كما يرى المحللون الاقتصاديون، جراء تراجع الثقة في جدوى الفرص الاستثمارية.

 وفي المقابل تحمل الواجهات الصحافية نفسها، خبر زيادة نسبة أرباح الأسهم والبنوك الوطنية في الإمارات وصل بعضها إلى 35 في المئة، وهو أيضاً دليل تعافي وعودة النشاط الاستثماري، فضلاً عن زيادة نسبة القروض.

أمن وأمان، فرص استثمارية كبيرة، ازدهار اقتصادي، شيوع ثقافة التنافس على الرفاه، وسلام اجتماعي قل نظيره بين أكثر من 200 جنسية تعيش على هذه الأرض.. هل هناك نموذج مشابه؟

Email