الرقيب الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختلف المجتمعات، ومعها تتعدد الرؤى والإنجازات وفلسفات الإدارة والحكم، وطريقة بناء المؤسسات ورسم معالم طريق المستقبل.

لا نقول إن القوى المحركة لعجلة التطور وحث الخطى نحو التميز الإماراتي، لا توجد نماذج تحاكيها في العالم، بل نقول إن التفرد بصمة، وحجز مكان على الخريطة ومكانة في قاموس الحضارة.

نعم هناك عالم متقدم، كان سبقنا بمئات السنين، وأسس لحضارة ونظم ومؤسسات وفكر، لكن عصر التكنولوجيا قرب المسافات وضيق الفجوة الحضارية، وجعل النتائج في متناول الأسباب لمن أراد السؤدد، وهذا هو حجر الزاوية.

الاجتهاد في تراثنا مكون أساسي من ثقافتنا وحضارتنا الغابرة، وهنا في الإمارات يعود بقوة ناظماً للحركة، مع إضافة حضارية مهمة تختص بتطوير أدوات الرقابة وتصويب المسار وتنقيته من الأخطاء، بعيداً عن ذهنية التجريم، لكن مع الإبقاء على مستوى من التوتر الإيجابي كما في الفيزياء: العناصر الأكثر توتراً هي العناصر الأكثر إشعاعاً.

استنفار مكامن الطاقات الفكرية، وتحويل المجتمع إلى خلية نحل من عصف فكري، لاستنباط الأفكار وإخضاعها لمحك التجربة، وصون الأخيرة بالأدوات الرقابية العلمية، المسنودة بإدارة حكيمة، كل ذلك ما يميز النموذج الإماراتي.

بيد أن القوى الخفية الحقيقية المحركة لورشة الاجتهاد من أجل المستقبل، علاوة على قيادة متسلحة باستراتيجية وخطط وآليات تنفيذية، مركز القوى هذه هو بالذات: الحس الوطني.

قلما تجد أناساً يترجمون انتماءهم للوطن بهذه الطريقة المميزة، فالكل هنا على أرض الإمارات يحمل في داخله رقيباً.. هو رقيب على مستوى الإنجاز فقط.

Email