محطتان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أيام فقط بين حدثين ضمتهما أرض الإمارات، لهما بعد عالمي وأهمية كونية تؤثر عميقا في حاضر ومستقبل ساكني هذا الكوكب:

الأول: القمة الحكومية الأولى من نوعها في المنطقة، والتي انعقدت في دبي بمشاركة غير مسبوقة اضطرت منظميها الى وقف المزيد من المشاركات، رغم أن مواضيعها ليست لصيقة للوهلة الأولى بالوعي العام والشعبي، بقدر ما هي في عمق وجوهر قضايا الإنسان، فهو أول من يقطف ثمار الأداء الحكومي المتميز والفعال. خرجت دبي كعادتها- عن المألوف والاعتيادي، واشتقت مسارا جديدا في ثقافة المنطقة، بجلسات التفاعل الحوارية بين المسؤولين والجمهور، وأيضا بين المسؤولين والإعلاميين والناس كافة، لكن عبر الشبكة العنكبوتية.

نتذكر ذلك الانبهار بجلسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي تمكن بحنكة التجربة الفذة من إنزال الخطاب السياسي الى المعاش والبسيط والقريب والى الذهنية الجمعية، الى جانب العبرة العميقة المفضلة لدى النخب المتخصصة.

كما نتذكر جلستي سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، اللذين ازاحا كل أشكال الحواجز بين المواطن والمسؤول، في نمط علاقات خصوصية متفردة، بات فيها المسؤول حريصا على التطوير والتسهيل بدرجة تفوق إن لم توازي المواطن المستفيد.

ثم ها هو معرض ومؤتمر "ايدكس" في أبوظبي يجمع النخب العسكرية، بعدما جمعت دبي النخب السياسية والادارية.

كشفت الامارات عن نجاحها في تصنيع أسلحة دفاعية ثقيلة وخفيفة متطورة كطائرة مقاتلة من دون طيار، كشفته بهدوء وتواضع من دون دعاية إعلامية تفاخرية، وعنونت هذه التظاهرة بـ"الدفاعية" البحتة، لخلوها من أسلحة تدمير شامل وقنابل طنية ذكية وغيرها من وسائل العبث بالمستقبل.

محطة أخرى من محطات التفوق ببصمة إماراتية يصعب حصرها، ويكفي التوقف عندها، لتلمس الترجمة العملية لسياسة التوازن والتسامح والانفتاح.

Email