العائلة أولاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثرت البرامج والخطط التوعوية، في بلد يخصص ميزانيات قل نظيرها لمثل هذه البرامج، لكن النتيجة على رغم أهميتها، لا ترقى لمستوى الطموح وروح المثابرة.

ذلك لا يعني قصوراً في قوة القرار ولا الآليات ولا الإمكانات، بل إن مكمن الضعف هو في الخصوصية والحرية الشخصية، فـ«رفاق السوء» هؤلاء أقوى من كل الخطط، بما أنهم يعتاشون على منظومة قوانين متطورة تحترم خصوصية الفرد.

المؤسسة الوحيدة في المجتمع التي تمتلك نفوذاً أو سبيلاً لاخترق «درع» رفاق السوء، هي العائلة، التي لا يختلف اثنان على أنها لبنة المجتمع الأولى وحجر الأساس في بنيانه، وتالياً يفترض فيها أن تكون هي خط الدفاع الأول عن أبنائها، والضامن لبقاء النشء على الطريق القويم.

المنطلق هو توافر كل إمكانات النجاح للفرد في هذا الوطن، أي أن الظرف الموضوعي ناضج تماماً لكي يكتب قصة نجاح وتميز، ما تبقى هو الظرف الذاتي، أي الاستعداد الفردي للتماهي مع خطط الدولة الطموحة، فيحقق الفرد مجده الشخصي وسؤدد مجتمعه.

المسؤولية أولاً على العائلة، بربانها وكل أفرادها، بالالتفات إلى الأبناء وتخصيص وقت يومي للمراقبة والتتبع، والأكثر أهمية هو فتح قنوات الاتصال والحوار: الاستماع وتفهم اختلاف أبناء هذا الجيل عن سابقيه، ومن ثم بناء جدار الثقة الذي يسهل على رب الأسرة مهمة التوجيه.

من دون اضطلاع العائلة بدورها، سيظل «أصدقاء السوء» مصدر التأثير الوحيد في الفرد. لا بد من هذا الدور، حتى وإن اضطر الأمر إلى إلزام تشريعي ومحاسبة المهملين بمستقبل أبنائهم والبلد.

Email