تأملات احتفالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهى موسم "مهرجان التسوق" في دبي، وكأن بهجة انطفأت وأخذ هدير الحيوية بعضا من قيلولة، ليستيقظ مجددا على وعد آخر.

قديما وحديثا عبرت حكمة "في الحركة بركة" حدود الزمان والمكان، وباتت في المجتمعات المعاصرة مقياس حيوية ودينامية ذاتية، تعلي مكانتها في القاموس الحضاري، وترسخها وجهة للباحثين عن التمازج والتفاعل والاستكشاف وتوسيع الأفق.

ميزة المهرجان الأولى أنه لا يغرد منفردا، بل يتماهى مع منظومة مدروسة من الفعاليات والمبادرات الاقتصادية الاجتماعية الثقافية، التي تنفض الكسل عن محيا المدينة، وتغرس في نفوس ساكنيها فلسفة البدايات الهادرة، فتحترف شحذ الهمم والإقبال على الحياة.

هنا في وداع المهرجان دروس راكمتها التجربة والتجريب الواعي:

أولا؛ كلمة المهرجان مربوطة في الوعي الآدمي بالاحتفالية، والتسوق يحمل في طيات حروفه المتعة، والاستبشار بكل ما هو جديد. هو بالضبط ما يحدث حين يزخر فضاء دبي بإيقاعات احتفالية متعددة الثقافات، تغطي أطول فترة ممكنة من اليوم بساعاته الأربع والعشرين. هنا نستذكر تأملات الروائي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز من على فراش الموت، قال: لو كنت أعرف أني سأصل إلى هذه النقطة لنمت أقل وعشت لحظات يقظة أكثر.

ثانيا؛ كل النظريات الاقتصادية قديمها وجديدها - حرصت على "الاستهلاك العقلاني" كثقافة تقيس مدى تحضر المجتمعات، وبراعة أفرادها في حسن الاختيار المدروس. هو بالضبط هذا جوهر فكرة المهرجان، الذي يوفر باقة متنوعة وهائلة من الخيارات للمستهلك، الذي بات ينتظره حولا كاملا ليكون المشتهى الاستهلاكي متاح المنال.

 

Email