في الوجدان

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأجواء أشبه بالباريسية من حيث برودة الطقس والخضرة العميمة والسحنات الأوروبية، بينما المقهى الفاره يغص بعدد ضخم من شاشات التلفاز الضخمة، في حين كانت أعداد الواقفين تصل إلى أربعة أضعاف مساحة المقهى.

جل المحظوظين بالمقاعد والطاولات من العرب والأوروبيين خلا ثلاث طاولات لعائلات مواطنة غلب عليها العنصر النسائي، وما بين هذه الطاولات حماس منقطع النظير وحوارات ملتهبة تحمل تعليقات أشبه بتلك التي يتحدث عنها المحللون بكل ثقة.

ثمة عوالم مختلفة على موائد المقهى، لكن القاسم المشترك الصلب بينها جميعاً، كان الهتاف لمنتخب الإمارات لكرة القدم خلال المباراة النهائية أمام المنتخب العراقي في بطولة «خليجي 21». لم تهدأ أي من الحناجر على اختلاف ألوانها وأوتارها إن بصرخات النصر بهدف، أو تأوهات إضاعة آخر.

مشهد مثير بالفعل، الكل عرب وأجانب يشجعون المنتخب الإماراتي بأعصاب مشتعلة، حتى إذا أتت صافرة نهاية المباراة كان القافزون من أماكنهم فرحاً أغلبية مطلقة.

بين مشاعر النصر المنتشرة في المكان، كان السؤال الاستطلاعي النابت من الفضول الصحافي، يستقصي سبب هذه المؤازرة، فكانت النتائج كلها تربط بين المنتخب والإمارات، هذا البلد الذي رسم بسماحته وحسن احتضانه للجميع، مفهوماً مختلفاً للانتماء، انتماء هو انعكاس حب صاف لا يحمل أي تلميح بمطامع أخرى.

إحدى السيدات المحتفلات علقت: أحب بلدي الأصلي طبعاً وسأرجع إليه يوماً، لكني أحب الإمارات بالقدر نفسه، هذه الدولة التي وفرت لي فرصة إثبات الذات والنجاح في العمل وتنظيم حياتي بما لم أحلم.

بخطى واثقة تمضي الإمارات حقاً إلى الرقم واحد في وجدان الجميع.

Email