لفتات نهاية العام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ساعات عام 2012 الأخيرة، حملت عجباً يثير الإعجاب وخلع كل القبعات: أغلبية المحال التجارية أعلنت التخفيضات الموسمية، ومعها اشتغلت خلية النحل البشرية بكامل حيويتها الهجومية، ثلث ساعة في طابور شراء تذاكر اللهو بالثلج، ومثلها في طابور حجز تذاكر السينما، بل إن أحد محال الملبوسات (ذا ماركة شهيرة) تطلب الأمر الوقوف عنده نصف ساعة بالتمام والكمال في طابور غرفة القياس.

تحاول مراراً وتكراراً حجز، ولو كرسي، في فندق أو مقهى، والأفضل طبعاً تجهيز تذكرة المترو على عناء انتظار سيارة أجرة، أو استخدام السيارة الخاصة.

كلها مظاهر هدير بشري مستبشر بحياة الرفاه والتنافس على المباهج والمنافع، في تفاعل حضاري متماوج ومتمازج الثقافات، وحركة اقتصادية تحمل الأحلام إلى مصاف التوقعات، والتحديات إلى موقع الإنجازات.

لا مكان في وسعه احتواء هذا التزاحم الحميد مثل دبي، البارعة والواثقة بقدرتها على الإدارة والتخطيط وابتكار الحلول، واحتراف زراعة التفاؤل، فإن كانت الحيوية ختام 2012، فإن بداية 2013 حكماً ستفوقها ازدهاراً، ووعوداً بالتوازن الاقتصادي والاجتماعي والنفسي، على أرضية الأمن والأمان والاستقرار، شريطة توفر المقدرة والكفاءة التي تليق بدبي.

نوشك على عناق العام الجديد، شاكرين كل هذه النعم، لكنا على ما يبدو - نسينا فئة في الظل، فاجأنا كعادته - صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتسليط الضوء وإخراجهم إلى واجهة الضمير الإنساني.

فئة موظفي الخدمات الأساسية العامة، تقدموا بيننا، ولامسوا الأمل في مدينة الفرص، وقائد اللفتات الحضارية، ودّعوا عاماً واستقبلوا آخر، مدججين بالحلم والتقدير.

Email