شجرة النماء والانتماء

ت + ت - الحجم الطبيعي

عودنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمبادراته الرائدة والمتميزة التي تحفر في كيان دولة الاتحاد عميقاً. ولعل مبادرته الأخيرة زراعة شجرة الاتحاد، تظل درساً حياً ونابضاً يقدمه للأبناء في حب الوطن والتشبث بترابه، ما يؤكد ويشير إلى أهمية الزرع الذي غرسه الآباء المؤسسون في تراب دولة الخير والعطاء.

ومن ينظر إلى أبعاد مبادرة شجرة النماء والانتماء الخيرة، يدرك بلا شك قيمة العمل الذي يقدمه سموه للجيل الحاضر، فهو يؤسسه على معطيات القيم الموروثة، والأخلاق القويمة، التي يحضّ عليها ديننا الحنيف، وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، التي ترتسم في كيان مجتمعنا، فيجمع ما بين الاستفادة من الحاضر والنظر للمستقبل.

ويدرك أغلبنا أن الأجيال تتحرك تارة بعقل شعوري، وتارة أخرى دونه، ومن هنا نجد أن تفكير الإنسان في مجموعة يختلف عن تفكيره مع نفسه، بمعنى أن عقل الإنسان في الإطار الجمعي يختلف تماما عمَّا إذا كان فرديا، وهذا يعني أن الأبناء الذين وجدوا القائد معهم يأخذهم بإدراكه ووعيه إلى عتبات جديدة، بالتأكيد سيتأثرون بالقيم الإنسانية المطروحة، فإذا كانت تلك القيم يقودها المجتمع بوعي وشعور، فإن هؤلاء بلا شك سيتحركون في اتجاه طريق الحاضر والمستقبل.

إذن لا غرابة أن يتحرك مجتمعنا المحلي بجميع شرائحه ومستوياته، أطفالاً ونساءً ورجالاً، وبمسؤولية تامة، لتلبية تلك المبادرة بشكل سريع وفوري، وبصورة تفاعلية تعكس حسّهم وانتماءهم لتراب الإمارات. فتلك المبادرة ليست مجرد أداة تواصل وتخاطب وتفاعل مع شرائح المجتمع فحسب، بل هي رسالة وخطاب وفكر واضح وصريح، يعكس ثقافة وشخصية من ينتهجها مثلما يعكس انتماءه الوطني والتاريخي.

Email