خطاب الحكمة والعمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت كلمة صاحب السمــو الشيـخ خليفـة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر للمجلس الوطني الاتحادي، واضحة جلية، فهي تعزز الثوابت التي قامت عليها الإمارات ودليل عمل للمرحلة المقبلة.

كلمة سموه حملت إشارات واضحة على أن مسيرة الخير والعطاء مستمرة، وأن الحقوق محفوظة ومصانة، وأن الدولة كانت وستظل ملتزمة بحقوق الإنسان، دون تمييز بين مواطن ومقيم. وهذا تأكيد آخر على صون الحريات وتعزيزها والحفاظ على الإنسان وحقوقه، وهو أمر تنفرد به الإمارات بكل دوائرها ومؤسساتها عن كثير من دول العالم التي تعتبر نفسها الأكثر حرصاً على صيانة تلك الحقوق.

ومثلما ينطلق هذا التأكيد عالياً في زمن من يحاول أن يصمّ أذنيه عن سماع صوت الحق، سيظل أهم ركائز عمل السلطة السياسية في جميع مؤسساتها، في إطار احترام العقيدة الإسلامية والعادات والأعراف في مجتمع الإمارات، وسيستمر عوناً في دعم مسيرة الإمارات المتميزة لتتبوأ مكانتها في هذا المجتمع على أكمل وجه، خاصة وأن المشاركة السياسية تتسع يوماً بعد يوم، والدولة ماضية بثبات نحو الوصول بتجربتها السياسية إلى ما يضمن لها مشاركة فاعلة لمواطنيها داخلياً وخارجياً.

يقول المثل العربي "إذا كان المتكلم مجنوناً فيجب أن يكون المستمع عاقلاً"، من باب أن يُعْمِل هذا المستمع فكره حتى لا تأخذه رياح الظنون فلا يتوه ولا يغرق في خضم كلام غير موثوق، فكيف ونحن نعيش اليوم زمن تويتر وفيس بوك، والذي كثر فيه المتكلمون والمثرثرون فأخذ البعض منهم يهرفون بما لا يعرفون، ويسرفون في القول ويغرفون، ويزيدون وهم عن الحقيقة ضالون.. فليس كل ما يقال صحيحاً، وليس كل ما يردده أولئك البعض موثوقاً ويسلك جادة الصواب، ولعل كلمة رئيس الدولة هي خير رد على أولئك المشككين.

Email