الكلاسيكو الأخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

الدوري الأميركي لا يستهوي العرب إذ لا يشتمل على كلاسيكو من طراز الأسباني حيث تتوزع مشاعرهم بين الريال والبرسا. مدن أميركا خالية من ديربي على طراز مانشستر الانجليزية أو ميلان الإيطالية.

لكن أميركا صنعت لنفسها كلاسيكو في ملعب آخر تتفرد به عن غيرها من بلدان العالم ويستأثر باهتمام نخب الشعوب. عواصم عديدة حاولت مجاراة كلاسيكو واشنطن غير أنها لم تحقق أفضل مما تحقق أميركا في ملاعب كرة القدم.

وحدها مناظرة الرئيس الأميركي ومنافسه تفرض ذاتها طقساً سياسياً له جمهوره العريض ونقاده. المناظرة الرئاسية لعبة سياسية أميركية محضة تكتسي بالإثارة. هي اللعبة الأكثر خطورة إذ تنداح نتائجها على اتساع المعمورة.

العالم بأسره تابع كلاسيكو الذهاب في الرابع من الشهر الجاري حيث خرج أوباما مهزوماً أمام منافسه رومني. الصحافة عزت الهزيمة إلى الأسلوب الدفاعي من قبل اللاعب الديمقراطي مقابل الهجوم الجمهوري المكثف.

الديمقراطيون اعترفوا بالأداء الباهت في الكلاسيكو الأول فأعدوا معسكراً مكثفاً بغية تعديل النتيجة في كلاسيكو الإياب بالفعل مارس أوباما منذ الوهلة الأولى هجوماً ضاغطاً على رومني مما جعل اللاعب الجمهوري في حالة ارتباك طوال اللقاء.

بما أن التعادل أصبح سيد الموقف فإن العالم يراقب الليلة بشغف لقاء فك الارتباط أي الفريقين يكسب الكلاسيكو الثالث يكون الأقرب إلى الفوز بكأس البيت الأبيض في الثالث من الشهر المقبل.

أمام الديمقراطيين فرص أكبر - رغم الأداء الهزيل للاحتفاظ بالبطولة الرئاسة دورة إضافية. كيفما جاءت نتيجة كلاسيكو فض الاشتباك فعلى الجمهوريين مواصلة التمارين المكثفة حتى موعد الانتخابات.

المناظرات تؤشر إلى فرص حقيقية نحو الفوز غير أن التمارين المتبقية المتمثلة في الإعلانات تلعب دوراً مؤثراً في تعزيز أو اجهاض تلك الفرص.

في انتخابات 1980 ظل كارتر متقدماً على ريغان حتى الكلاسيكو الأخير.

الكلاسيكو أميركي لكن الملعب ليس قاصراً على أرض الأحلام. الشرق الأوسط يشكل مساحة كبرى منه.

Email