حراك الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحراك الذي يسري في جسد الإمارات يكاد لا يتوقف، فقلبها دائماً ينبض بالحب والحركة والتجدد والنشاط والتواصل مع الشرق والغرب، والتخاطب ثقافياً واقتصادياً وسياسياً ورياضياً واجتماعياً، وهذا أمر طيب يجعلنا دائماً في قلب الحدث، فالحياة لا تتسم بالسكون والجمود، بل بالحركة والتواصل الدائم..

من يتابع هذا الحراك اليومي هنا وهناك، في أرجاء الإمارات وفي وجهاتها المختلفة، يعي تجدد الحياة وإشراقتها، ويدرك تركيز قيادتنا على استشراف الأيام المقبلة، باستخلاص الدروس والقيم من تجاربنا الضاربة في القدم، وتجارب الآخرين وقصص نجاحهم، والتي تبدأ من قيمة عالية هي التصالح مع النفس ومع الآخر، فالإنسان بطبيعته قادر بمن حوله، والعطاء لا يفرق بين بني البشر أبداً.

الأربعاء الماضي رسم مجلس الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، أبعاد محاضرة رائعة تحدثت عن تغيير العالم من خلال العطاء، رصد خلالها بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، مواقف وقصصاً من الواقع المعاش، واستذكر فيها سمو الشيخ محمد أحاديث ومواقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تحضّ على تقديم المساعدة ومدّ يد العون للمحتاجين، دون النظر الى أعراقهم وأجناسهم.

غيتس حضّ على أهمية الاعتماد على النفس والأخذ بزمام الأمور، والعمل على مسارات التعليم الذاتي لمواجهة الحياة، ومحبة العمل الذي يقوم به الشخص، فبدون هذا الحب لم يكن لشيء أن يتحقق، فالأفكار الجديدة المبدعة هي التي تصنع المستقبل..

ومن باب الأفكار الجديدة المبدعة التي التقطها بيل غيتس وحوّلها إلى مشاريع رائدة تفيد الإنسان أينما كان، نقول إن هناك من يحاول أن يَسِم الحياة بلون واحد، وشكل واحد، واتجاه واحد، بل ويحاول فرض لونه علينا عنوة، وهذا أمر يدعو للاستغراب، خاصة ونحن نعيش زمناً انفتحت فيه الأبواب على مصراعيها.

كيف أيها السادة نغلق أبوابنا وأفواهنا وعيوننا، ونعتنق أفكاراً ظلامية تحاول النيل من قادتنا وتحرض أبناءنا على نظامنا الشرعي الذي ارتضيناه وتوافقنا حوله؟ وكيف يصدق البعض تلك الجماعات التي تحاول التلاعب بمكتسباتنا ومقدراتنا الوطنية، متخذة من تنظيمها السري الذي يرفضه القانون والمنطق والعقل كياناً لبث سمومها، متواصلة بشكل سافر مع منظمات خارجية لتمويل حزبها الظلامي؟

نعود لنقول إن الحياة ليست بهذا اللون الذي يحاول أولئك الظلاميون إيهام البعض به، فنحن نعشق كل الألوان، وتطربنا تدرجات الحياة، بأشكالها ومساراتها ووجوهها المختلفة، وسيظل حراك الخير الذي بثه قادتنا في جسد الإمارات يسري ولن يتوقف أبداً، وسيظل لون قادتنا هو الطاغي ما حيينا..

Email