شارك في المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أخذت مؤسسة دبي للإعلام زمام المبادرة عندما أطلقت في ديسمبر من العام الماضي، ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني الأربعين، برنامجاً لتدريب 40 مواطناً على فنون العمل الإعلامي بمساراته المختلفة، ومن ثم تعيينهم بعد اجتيازهم تلك الدورات.

كما أطلقت بعد نجاح تجربتها الأولى، مبادرة "شارك في المستقبل"، واستهدفت 70 متدرباً، وفاقت أعداد المتقدمين خلالها التوقعات.

تلك المبادرة التي باركها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فتحت الأبواب واسعة أمام الدوائر والمؤسسات الأخرى في دبي، عندما أمر سموه بالاستفادة من تلك الموارد البشرية المواطنة، وألحقها بإطلاق جائزة للتوطين، والاستفادة من تجربة دبي للإعلام في هذا الشأن.

والواقع أن المنسق العام لبرنامج الأداء الحكومي المتميز، أحمد نصيرات، المتابع لهذا القطاع جيداً، اطّلع من القائمين على مبادرة "شارك في المستقبل" التي تستهدف توطين القطاع الإعلامي، على كثير من الرؤى والتوافقات، وهو أمر جدير بالتقدير والتذكير، ويدل على استفادة قطاعاتنا الحكومية من التجارب الناجحة.

كانت الاستراتيجية التي تبنتها مؤسسة دبي للإعلام، ترتكز على ضرورة توطين إداراتها وطواقمها الإعلامية، انطلاقاً من إيمانها القاطع بأن حشد الكوادر المواطنة في المؤسسات الإعلامية وتأهيلها فنياً وإدارياً، لا يقلان أهمية عن زيادتها في أي قطاع آخر، وإدراكها أن الاهتمام بقطاع الإعلام لا ينصبّ على الزيادة الكمية، بقدر ما يمتد إلى العمل على وضع برامج لتدريب هؤلاء المواطنين ورفع كفاءتهم الميدانية، ليواجهوا واقعهم الميداني وهم يمتلكون أدواتهم العملية التي تؤهلهم للخلق والابتكار، خاصة في ظل الحراك الإعلامي الكبير والتغيير الذي يواجهه واضعو السياسات الإعلامية، بعد أن أصبح الإعلام صناعة قائمة الأركان.

في المجال الإعلامي لا تكون الصورة دائماً مشرقة، فهناك معوقات في توطين بعض القطاعات المهنية، نظراً لارتباطها بمنظومة عمل أخرى، فمجال الصحافة والإعداد التلفزيوني والإذاعي، يحتاج لقدرات وإمكانات خاصة في المعدّ والصحافي، لعل اللغة العربية، والتي هي من أهم أدوات الإعلامي، تأتي ضمن أولوياتها، وهذا الأمر الذي هو خارج نطاق المؤسسات الإعلامية، يأخذنا بالتالي إلى المنظومة التعليمية التي يجب الاشتغال عليها.

من هنا نرى أنه لا بد من فهم المشكلة أولًا، حتى يتمكن القائمون على التوطين من تصميم برامج قادرة على استقطاب الموارد البشرية لهذا القطاع، قبل أن يخسر المتقدم وتخسر المؤسسات الجهد والوقت والمال.

Email