عشق الخور

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرة هي الرحلات البحرية التي أبحر بها المرء ومخر عباب البحر، من شمال الخليج العربي، إلى البحر الأحمر، وخليج العقبة، إلى البحر المتوسط ومضيق البوسفور، إلى مياه المحيطين الهندي والأطلسي، فضلاً عن ثلاثة أنهر.. ولكن الجولات في خور دبي، سواء عبر العَبْرة أو الباص المائي أو المطاعم العائمة، ساحرة إلى درجة الشغف.

فمع حلول الشتاء واعتدال الطقس في دبي لا بدّ من زيارة أسبوعية، وأحياناً أكثر من مرة، إلى ساحل الخور و«امتطاء» احدى العبرات وشق عباب البحر ذهاباً وإياباً لا لشيئ إلاّ «التحليق» في هذه المعجزة على جانبي الخور.

فمن جدران البستكية يغوص المرء في التاريخ ليستيقظ على ملمح أشرعة السفن الخشبية التجارة التي كانت في يوم من الأيام تمخر عباب البحر حاملة الغيص المغامرين بأرواحهم وأعمارهم بحثاً عن الحجر الأبيض الثمين.. اللؤلؤ الساحر كما دبي لؤلؤة الخليج.

ومن نظرة إلى الشمال حتى تشدّك ديرة بجمالها وعبق تاريخها.. وفي البعيد يتراءى لك بر دبي في عمقه وأفقه.. ليسطّر معالم الحاضر وينبئ بملامح المستقبل.

وخلال هذه الرحلة البحرية القصيرة ينتقل التاريخ سريعاً كالوميض.. متنقلاً بين العقود والقرون، وحتى بين السطور.

ومن هنا، كان الرهان على تطوير واجهة الخور، بل واجهتيْه، والذي يتمنى العبد الفقير إلى الله أن يطول به العمر ليرى هذا المشروع الحلم حقيقة.. وأجزم أنني أكاد أراه. يعتبرون أي مشروع لتطوير الخور أو اجهته تجديداً لقلـب دبي، ولكنّهم يخطئـون لأن قلـب دبـي لايزال في عنفوان الشباب، وهـي تعطـي هـذا الشباب والحيويـة لكل من يعيش فيها حتى الكهـول.

وبعد اكتمال المشاريع المرجوة، وتزيين الخور بمتاحف ومراكز للفنون المسرحية وفنادق وواجهة مائية ومتنزهات وحتى نوافير راقصة سيرسم الخور لدبي معالم، وعوالم، جديدة كما رسم عالمها في العقود الخوالي، وكان الشريان النابض بالإنجاز والحركة والتجديد والإبداع.

Email