الولاء والقيم الاجتماعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

غالباً ما تمتحن جدارة الإنسان وقوته وصبره وحبه لوطنه وقادته في الظروف الصعبة وليس في الظروف السهلة، فتلك الظروف بمقدار ما يمكن أن تصطحب معها من تحديات، بمقدار ما يمكن أن تصطحب معها من حوافز وأولها الولاء.

لقد تعلمنا دون تصريح وتشربنا دون تلميح أن نعشق وطننا، ونلتصق بترابه ونذوب فيه حباً ونتفاعل مع احتياجاته ونضحي بأرواحنا من أجله ونطيع ولاة أمرنا ونتفاعل معهم ونلتف حولهم، ففي حبهم أمننا وتماسك مجتمعنا، وفي نجاحهم رفاهيتنا وقوتنا أمام المجتمعات الأخرى.

وفي هذه الظروف الاستثنائية التي لم تعرفها الإمارات من قبل، والتي تحركها أيادٍ خارجية، يجب أن تكون رؤيتنا للأمور واضحة لا غبار عليها أو تشويش حولها، فاكتشاف تنظيم سري في الإمارات أو في أي بلد آخر أمر مرفوض تماماً، والتواصل مع منظمات خارجية لتمويل حزب ما جريمة يعاقب عليها القانون، إن كان هنا أو في أي دولة أخرى من دول العالم، لذا فالمواقف يجب أن تكون صريحة لا تشوبها شائبة، فالولاء للإمارات وترابها وقيادتها الرشيدة مطلق لا يقبل التجزئة أبداً.

اليوم لم تعد للحدود الجغرافية الأهمية التي كانت لها قبل عشر سنوات فقط، نحن اليوم في عالم لا يعترف بالحدود، فلم تعد البنى التحتية اليوم الطرق والمطارات ومحطات الكهرباء والماء ومرافق الخدمات فقط، لقد أضيفت إليها البنية التحتية الإلكترونية، وهي اليوم الأهم، لأنها متداخلة في كافة هذه المكونات ومندمجة فيها، وهي بنية ذات طبيعة متجاوزة للحدود وممتدة للفضاء، لذا ضيقت تلك التكنولوجيا المسافات واختصرت الأزمنة فأصبح الإعلام بأدواته المختلفة ووسائطه المتعددة من انترنت وصحافة وإذاعة وقنوات فضائية وهواتف مدمجة وأوعية أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي مجالاً رحباً وخصباً للمعرفة بجانبيها الإيجابي والسلبي.

نحن اليوم في حاجة ماسة لإعادة تقييم نشر وبث منظومة القيم الاجتماعية أو تأسيس منظومة جديدة في ظل الفضاءات والسماوات المفتوحة، فالولاء والانتماء من الأمور التي تشعر الفرد بالروابط المشتركة بينه وبين أفراد مجتمعه، فهي تقوّي لديه الشعور بالانتماء والفخر للوطن، وتزرع في داخله التفاني والحب والتضحية، كما أن مشاركته في بناء وطنه تشعره بقيمة الحياة وجمالها، فتنمي في داخله مفهوم الحقوق والواجبات، فلا حق بلا واجب، والواجبات يجب أن تقدم قبل الحصول على الحقوق.

Email