زايد قصة لا تنتهي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان عام 2004 من أحزن الأعوام التي مرت في تاريخ الإمارات والعالم، فقد شهد ذلك العام الكئيب رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.. رحيل قائد عظيم نادر الوجود، أحب شعبه وسخر كل الإمكانيات لرفعة هذا البلد على الصعيدين الإقليمي والدولي، حتى أضحت الإمارات واحة نعيم يقصدها القريب والبعيد، القاصي والداني.

لم يكن زايد من القادة العاديين، إنما كان قائداً فوق العادة، يعرف ما يريده شعبه ويعرف ما هي إمكانياته.. كان يكد ويجتهد لتلبية متطلبات الدولة الحديثة، ولم ييأس، بل سعى بكل ما أوتي من قوة لتعزيز مكانة هذه الدولة ولتصبح منارة إشعاع دولية عبر التنمية الشاملة.

بعد يومين من وفاة الشيخ زايد رحمه الله، أقامت الأمم المتحدة حفل تأبين له، حيث أجمع ممثلو هيئة الأمم المتحدة على أن زايد قائد عظيم يستحق أن يتعلم منه العالم، فقد خدم شعبه بإخلاص وخدم الإنسانية، ووقف بحزم مع قضايا الفقراء والمستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.

وأكد ممثلو الأمم المتحدة أثناء حفل التأبين عام 2004، أن الشيخ زايد لم يكن قائداً مستبداً، بل كان يؤمن بحرية الرأي والتشاور حتى الوصول إلى رأي يجمع عليه الجميع، لأن ذلك الرأي مرتبط بمصير دولة كانت الآراء والاختلافات حولها لا تفسد للود قضية في نظره، بل على العكس كان يشجع تنوع الآراء واختلافها للوصول إلى رأي سديد ينفع البلاد والعباد.

أبناء زايد وإخوانه حكام الإمارات، ساروا على دربه لإكمال المسيرة، ولم يشذ عنهم أحد، ولم يسع للاصطياد في المياه العكرة لضرب التلاحم الوطني، بل أجمع الكل على وحدة الكلمة والمضي قدماً في مسيرة الاتحاد.

فليبحث المغردون خارج سرب الاتحاد عن ملجأ آخر لهم، فهذه بلاد زايد مؤسس الاتحاد. زايد الذي بنى الإمارات بالحب وأسسها على الاحترام المتبادل بين القائد وشعبه، والتفكير والتخطيط السليم للوصول إلى المركز الأول، وهذا ما تم بفضل الله..

زايد قصة لا تنتهي، فهي تحكى كل يوم وسوف تحكى للأجيال القادمة، ليتعرف أبناء أبنائنا على شخصية أحبت الأرض والشعب من القلب، شخصية آمنت وبكل إخلاص بالاتحاد وأسسته، واليوم نشهد نتاج ذلك الفكر ونحصد ما زرعه زايد.

 

Email