نصائحكم لكم.. الإمارات في غنى عنها

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك سيل من النصائح الفردية الخارجية، الواردة للإمارات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، سواء من بعض دول الخليج أو الدول العربية الأخرى.. ونحن نقول لهم؛ لسنا بحاجة لنصائحكم الساذجة، اجعلوها لكم ولدولكم.. فالقيادة السياسية في الإمارات أدرى بشعابها، وهي أعلم من غيرها بشؤونها الداخلية.. كفو "بلاكم عنا" وأقلامكم، فنحن بخير من غيركم.

الإمارات الأربعينية لا تحتاج إلى نصيحة مبطنة أو غير مبطنة، تحمل في طياتها سموم ربيعكم الغابر.. الإمارات بحاجة إلى هواء نقي نعمل من خلاله بصفاء ذهني، فهي قد وضعت استراتيجية شاملة لأجيال الغد، وهي التي رصدت ميزانيات ضخمة لرفاه المواطن، وهو قلب الديمقراطية التي لم تحققوها أو تلمسوها حتى الآن.

المتابع للشأن الإماراتي يعرف خططها واستراتيجيتها التي تستهدف رفعة الوطن والمواطن وتحقيق التنمية الشاملة في كافة مناحي الحياة، فلسنا بحاجة إلى أحزاب أمة أو أحزاب ربيع أو خريف، فأيدينا تشد على أيدي القيادة السياسية، ونحن وراء هذه القيادة "شئتم أم أبيتم"..

فالنهضة الاجتماعية والحضارية والاقتصادية والسياسية التي تعيشها الإمارات، لم تأتِ من فراغ، بل جاءت بعد سنوات من التعب والجهد، وتكللت بالنجاح والتقارير الإقليمية والدولية تشهد لهذا البلد بذلك.

لم تتدخل الإمارات يوماً، لا على الصعيد الرسمي ولا الشعبي، في شأن أي بلد من قريب أو بعيد، فلماذا تتدخلون أنتم في شؤونها اليوم؟ ألا يكفي ما فعلتم في بلدانكم؟ أين نصائحكم التي لم تنفعكم هناك؟ هل جاء وقت تصديرها؟ تساؤلات كثيرة لا نحتاج للرد عليها.. كفوا "بلاكم عنا" وأقلامكم وتواصلكم الاجتماعي، فنحن في غنى عنها.

الإمارات أربعون عاما تبني بهدوء وبنجاح دون نصائحكم، ولوا استمعت إلى تلك النصائح الساذجة لما حققنا كل ما حققناه، ولأرجعتنا إلى الوراء سنوات وسنوات.. القيادة السياسية في الدولة تحملت الكثير من المسؤوليات الجسام، وسوف تتحمل مسؤوليات أكبر، فالطريق طويل ولن تكل أو تتوقف مسيره التنمية الإماراتية، فقطار الاتحاد يسير بثبات، محطة عقب محطة، وفي كل محطة إنجاز جديد لمستقبل مزدهر بإذن الله تعالى.

فلو تأملتم قليلا يا أصحاب النصائح الساذجة، فسوف تعلمون أن الإمارات باستطاعتها تسديد النصائح وتصدير تجربتها الفريدة لمن ينفعه النصح، فنحن لسنا دولة مصدرة للأفكار البالية، بل للأفعال النافعة للعباد والبلاد.

Email