الولاء أصل ومنهج

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعلم أغلبنا اليوم أن الولاء مشاعر فطرية وجدانية ترتبط بمنظومة القيم المكتسبة، فهو أصل ومنهج. ولكن في ظل المتغيرات الدولية، وسطوة الثقافات والأفكار المستوردة، تنطمس بعض من معالم هويتنا الوطنية، وتفرض التحديات الخارجية نفسها في ساحتنا المحلية، ولكن قوة جبهتنا الداخلية، وتلاحمنا الوطني، وتقارب قيادتنا وتواصلها بالشعب ـ هي ما يولّد طاقاتنا الإيجابية، ويدفعنا للعمل نحو إعلاء راية الوطن والدفاع عنه، مما يجعلنا في قوة ومنعة.

الشيخان المؤسسان المغفور لهما بإذن الله زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد آل مكتوم، رسما منهج الحب والولاء لتراب دولة الإمارات قبل أكثر من أربعين عاماً، فزرعا في قلوب الناس الحب والصدق والتواصل والعفو، وبذرا الإيمان بالعمل لتحقيق أحلام شعب ووطن أراداه بحكمتهما وبعد نظرهما أن يكون بسيطاً، خالياً من أمراض التكتلات الحزبية التي استوردت أفكارها من مجتمعات تختلف كلياً عن واقعنا العربي.

أسهم ذاك المنهج الصادق والواضح، وتوفير البيئة المناسبة للعمل والنجاح، في تحويل الإمارات إلى دولة عصرية حديثة، قادرة على مقارعة الدول الأخرى، بل والتفوق عليها في جميع مجالات التنمية، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة على جميع الأصعدة والمستويات المحلية والعربية والدولية، فالهدف من الاتحاد، كما يؤمن الشيخ زايد، هو خدمة المواطنين، ورفع مستواهم، وتوفير سبل العيش الكريم لهم، والاهتمام بثقافتهم وصحتهم وأمنهم.

ومن هنا، لم يقف صاحبا السمو الشيخان خليفة بن زايد آل نهيان ومحمد بن راشد آل مكتوم عند مفترق طرق، فالمنهج كان واضحاً، والهدف مرسوم لا تشوبه شائبة، فعززا طموحاتهما لخدمة شعبهما بكل حب وتقدير، إدراكاً منهما أن الشعوب القوية هي كيانات الأمم وسندها وعزتها.

استكمل صاحبا السمو الشيخان خليفة بن زايد ومحمد بن راشد النهج الذي سنه الآباء المؤسسون، فأعملا العقل، واتخذا الحكمة، واستغلا الإمكانات المتاحة بطريقة راشدة، إيماناً منهما بأن الولاء لتراب الوطن لا يأتي من فراغ، بل يأتي من المواقف الحاضرة؛ يأتي من تقدير الإنسان لعمله وعلمه ومجتمعه، يأتي من احترامه لقيادته ومساندتها قولاً وعملًا، فالعمل المتميز الذي ينفع الناس، يكسب صاحبه الاحترام والتقدير من الجميع، أما اللغو والكلام فيذهب جُفاءً كزبد البحر.

Email