بالعمل تحيا الشعوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأتي لقاءات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم المتواصلة مع القطاعات المختلفة في الدولة خلال شهر رمضان المبارك، امتداداً طبيعياً لنهجه المعتاد وسنته الحميدة التي سنها عملاً وقولاً، فقد فتح قلبه قبل مجلسه للجميع، وبنى جسوراً رائعة من الثقة مع شرائح المجتمع على اختلافها، من مواطنين ومقيمين ومسؤولين، فمن يحضر لقاءات سموه يدرك جيدا تلك الأبعاد المتجلية في قربه من الناس، صغيرهم قبل كبيرهم، بكل حميمية وتلقائية، ودون بروتوكولات أو قيود.

مثل تلك الأعمال والسنن الحميدة التي حض عليها رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، ليست غريبة على سموه، فهو يعكف على رسم منهج التواصل والتشاور والقرب من الناس ومعرفة أحوالهم، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا".

وفي جلسته الأخيرة مع الإعلاميين وكنت مستمعاً قريباً من سموه، قال: عليكم أن تعلموا أيها الإخوة أن مركز الثقل في التنمية اليوم هو رأس المال البشري، ومركز الثقل في التقدم هو الحكم الصالح، لذا لن يفيد الانتقال من مراكز الثقل إلى الهوامش، كما لن يفيد استبدال العمل الجاد المطلوب منا نحن العرب، بالدوران في نقاشات عقيمة تأخذنا إلى حد الاختلاف على جلد النمر قبل اصطياده، أو البحث عن مؤامرة خلف كل جديد، وكل ذلك من أجل تكريس الوضع القائم ومقاومة الإصلاح وتأجيل التغيير.

الكلام الذي يستفيد منه الناس هو الكلام عن حياتهم ومتطلباتهم، عن خطط التنمية، والانفتاح، ومتطلبات الازدهار الاقتصادي والعمل على توفيره وإيجاد المناخات الحاضنة له، أما الكلام واللغو الذي لا عائد له، فإن الناس سرعان ما تنفَضّ عنه وعن أصحابه عندما تكتشف أنه أفسد حياتها وحول أوطانها إلى الجفاف.

إن من أولى مهام الفاعلين في الحياة العربية، كقادة الإعلام والمثقفين والمستنيرين، التصدي للأفكار المنحرفة عن هدي ديننا الحنيف، وفضح كل الأفكار المتطرفة.

منطقتنا العربية زاخرة بالأحلام والإلهام، فقيرة في العمل والإنجاز، وفي هذا الأمر رسالة لنا جميعاً، وهي أن نتوقف عن الحديث حول الأحلام وما يجب، وما لا يجب، وأن نبدأ في الحديث عن العمل والإجراءات والميزانيات والمشاريع، ومواعيد الإنجاز وتفاصيل التسليم، فبالعمل وحده تحيا الشعوب وترقى.

Email