في قلب الحدث

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكاد لا يمر يوم على وسائل الإعلام العالمية، إلا وتكون دولة الإمارات حاضرة فيها بشكل إيجابي وبقوة، الأمر الذي يعزز من مكانة واسم وصورة الدولة خارجياً.

تلك الصورة الناصعة التي رسمتها القيادة الحكيمة وعززتها بكل إتقان، من خلال الدبلوماسية الرائعة التي يقودها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، اختصرت المسافات في زمن يحتاج إلى فكر قادر على اختزال الوقت وفق رؤية حاضرة تعي متطلبات المستقبل، فعندما يسافر بعضنا إلى البلدان الأوروبية العريقة ويرى آثار التقدم الحضاري المتمثلة في فكر الإنسان وقدرته على التعاطي مع القضايا الكبرى، يدرك فوراً أن المستقبل هو رهان النهضة ومجال الفعل، ومن غير التفكير فيه والاستعداد لاحتمالاته فإن الضعف لن يتحول فجأة إلى نهضة وتقدم، فالتخطيط والتخطيط وحده، هو ما يخلق نهضة الأمم وسيرتها العطرة..

إن الزمن بالنسبة للإنسان هو وعاؤه المعنوي الذي يحوي لحظاته ويضبط أيامه، وفي فلك الزمن تدور الساعات والثواني التي يجب علينا استغلالها بشكل يضمن فائدتها لنا، بعيداً عن المترادفات الأخرى، فالوقت إذا لم يستغل فإنه سيلتهم حياتنا من دون التفات، فما مضى لن يعود، والحاضر قريب وسريع الفوات لا يسع وقته وظروفه للتحكم والتغيير، وأما الفعل الممكن فلا يكون إلا في المستقبل.

من هنا، ومن خلال ملف اكسبو 2020 الذي تعمل الدولة للفوز به، عبر مساعي اللجنة العليا برئاسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، ومن خلال المعطيات الداخلية والخارجية والمؤهلات التي تملكها، لا بد من تضافر جهود الجميع أفراداً ومؤسسات، كل في مؤسسته وقطاعه، على العمل في تجسيد خطة واقعية تنتظم أهدافاً مربوطة بوسائل تحقيقها في ضوء معطيات الواقع ومؤشراته.. يعلم أغلبنا أن العولمة أصبحت قدراً مكتوباً، ومقتضياتها يجب ألا تجعلنا نفقد أهم مقوماتنا من الحضارة، والثقافة، والجذور، والهوية، فنحن نملك قدرات استودعناها في "جينات" نتوارثها جيلاً بعد جيل.

الإمارات تملك قدرات كبيرة وخبرات مؤثرة وطاقات شابة وفرصاً متاحة، ومثل هذا المشروع الحضاري الضخم لا بد له من جهد جماعي ناضج، يتسم بالتكاملية والديناميكية في التأثير والتخطيط والتنفيذ، وهذا وحده ما يجعلنا في قلب الحدث.

Email