ماذا يحدث لحقوق المرأة في 2020؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعيش النساء أوقاتاً عصيبة هذه الأيام في دول غربية متقدمة كثيرة، كونهن يواجهن أخطار حرب كبيرة من جهات عديدة تقف ضد سعيهن لإلغاء قوانين تنقص من سعادتهن وتسبب لهن الآلام والمعاناة.

ففي بولندا مثلاً، تزداد القيود المفروضة على الوصول إلى وسائل منع الحمل في الحالات الطارئة.

بالإضافة إلى حملة القمع التي تفرضها البرازيل على التثقيف للنساء. ولكن إذا أثبتت الحركة النسوية العالمية أي شيء على مر السنين، فهو كونها استطاعت التغلب على المقاومة القوية، من أجل الدفاع عن حقوق الفئات المهمشة. وستفعل ذلك مرة أخرى في عام 2020.

إن التحدي هائل. والنتيجة الطبيعية الحتمية للسلطوية، والقومية العرقية، وكراهية الأجانب، التي يعتمدها الزعماء السياسيون في العديد من البلدان، مثل تركيا، وهي إدامة المعايير الرجعية.

وعن طريق تدابير لا سيما القيود المفروضة على وسائل منع الحمل، وإلغاء حماية أفراد مجتمع الميم وغيرهم من ذوي الميولات المختلفة، سعى قادة كثر لتلك الدول إلى السيطرة على الناس.

وحياتهم الإنجابية، ومعاقبة أولئك الذين يتحدون معتقداتهم التي عفا عليها الزمن. ومع ذلك، بصفتي رئيسة للائتلاف الدولي لصحة المرأة.

ومدافعة عن حقوق المرأة منذ فترة طويلة، رأيت ضرورة العمل على تبين ما الذي يمكن أن تفعله الحركة النسائية بعمق في هذا الصدد.

إن تحقيق التغيير الاجتماعي لحماية الفئات المهمشة ليس بالأمر السهل. إذ لا توجد انتصارات سريعة على المعارضة الضعيفة.

ولكن، كما أثبتت المدافعات عن النساء مرارًا وتكرارًا، بالتزام دائم، يمكن أن تبدو التغييرات، التي بدت مستحيلة ذات يوم، حتمية في وقت لاحق.

ويلتزم المدافعون عن حقوق المرأة بجعل عام 2020، على الأقل، عاما مهما في الكفاح العالمي من أجل المساواة، ليس للنساء والفتيات فحسب، بل لجميع الناس.

والملهم بشكل خاص هن الناشطات الشابات وغير الثنائيات، اللائي يقدن الحركات من أجل التغيير التحويلي.

ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعلان ومنهاج عمل بيجين للأمم المتحدة، اللذين يعترفان بحقوق المرأة على أنها حقوق إنسانية.

ويضعان المساواة بين الجنسين في جدول الأعمال العالمي.

ومنذ إنشاء المنهاج، استخدمه النشطاء لإلزام الحكومات بالتزاماتها بشأن مجموعة واسعة من القضايا.

وستواصل الناشطات في مجال حقوق المرأة هذا العمل في منتدى بيجين+ 25 للمساواة بين الجنسين، الذي تعقده المكسيك وفرنسا، في مكسيكو سيتي، في مايو، وبباريس في يوليو

. وهناك، سيطالبن بالتزامات جديدة، وجريئة لمواجهة التحديات الشاملة لعدة مجالات، مثل تغير المناخ، وأزمة اللاجئين.

إن هذا المنظور الأوسع نطاقاً ضروري. وفي الواقع، يجب على الناشطات في مجال حقوق المرأة، تقوية تحالفاتهن مع الحركات التقدمية الأخرى.

ولا يمكننا التغلب على قوة تفَوُّق العرق الأبيض، غير المتجانسة، والمبنية على السلطة الأبوية، والاستغلالية لبناء عالم أكثر عدلاً وإنصافاً، واستدامة.

إلا من خلال التعبئة الجماعية، ودعم جداول أعمال بعضنا البعض.

وستشَكَّل آثار هذه الجهود من خلال القرارات التي يتخذها المواطنون، وواضعو السياسات.

* رئيسة التحالف الدولي لصحة المرأة.

 

Email