البنك الدولي و المسار الأفضل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعلن البنك الدولي أن مهمته تتلخص في إنهاء الفقر المدقع في غضون جيل واحد وتعزيز الرخاء المشترك.

ومثل هذه الأهداف متفق عليها عالمياً بوصفها جزءاً من أهداف التنمية المستدامة. ولكن البنك الدولي يفتقر إلى استراتيجية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والآن بدأ يتحول باتجاه وول ستريت.

وينبغي لرئيس البنك، جيم يونغ كيم، أن يعمل على إيجاد مسار أفضل إلى الأمام، وهو قادر على القيام بهذا من خلال التأمل في واحد من نجاحاته العظيمة.

في الفترة من عام 2000 إلى عام 2005، عملت مع كيم بشكل وثيق من أجل تعزيز استجابة العالم لوباء الايدز (نقص المناعة المكتسبة). وقد استخدمت منظمة شركاء في الصحة، وهي المنظمة الحكومية التي تولى كيم قيادتها هو وزميله من جامعة هارفارد، الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، لمعالجة ما يقرب من 1000 من سكان المناطق الريفية الفقراء المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة في هايتي، وإعادتهم إلى الصحة والأمل.

قبل ثمانية عشر عاماً، نبهت كيم وفارمر إلى أن نجاحهما في هايتي يمكن توسيعه بحيث يمتد إلى الملايين من البشر بتكلفة منخفضة وفوائد اجتماعية بالغة الارتفاع. وقد أوصيت بإنشاء آلية تمويل جديدة متعددة الأطراف، أو الصندوق العالمي لمكافحة الايدز، فضلاً عن جهود تمويل جديدة من جانب الولايات المتحدة.

يتعين على البنك الدولي أن يعود إلى مهمته. وتدعو أهداف التنمية المستدامة، بين أمور أخرى، إلى القضاء على الفقر المدقع والجوع، وترسيخ التغطية الصحية الشاملة، والتعليم الابتدائي والثانوي الشامل للجميع بحلول عام 2030. ولكن على الرغم من التقدم البطيء نحو تحقيق هذه الأهداف، لا يُظهِر البنك أي علامة تدل على انزعاج أو الاتجاه إلى تبني استراتيجية للمساعدة في وضع أهداف التنمية المستدامة على المسار الصحيح لعام 2030.

* أستاذ السياسة الصحية والإدارة في جامعة كولومبيا

Email