حياتنا

الأمومة: خيط الحياة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ أبقراط، ظل الناس يناقشون كيف تتفاعل «الطبيعة» مع «التنشئة» في تشكيل تطور أي شخص. وحتى في الحضارات القديمة كانت التغذية الكافية في مرحلة الأمومة تعتبر ضرورية لضمان بقاء أجيال المستقبل وازدهارها. ولكن الفقر والجهل من الممكن أن يحبطا حتى أفضل النوايا.

عقدت كلية جرين تمبلتون في جامعة أكسفورد (منذ أشهر قليلة) الندوة السنوية للأسواق الناشئة في إجروف بارك. وكان موضوع الندوة هذا العام «صحة الأم والطفل والتغذية».

ومن الحقائق الكاشفة هنا أن أغلب المشاركين السبعة والأربعين في الندوة ــ شخصيات نافذة من القطاعين العام والخاص من مختلف أنحاء العالم ــ كانوا غير مدركين لحجم التأثير الذي قد تغذية الأم على رفاهة ذريتها.

والواقع أنهم اندهشوا إزاء الأدلة التي تؤكد أن الأطفال الرُضَّع ينمون بنفس الطريقة في مختلف أنحاء العالم، ما داموا يتلقون نفس الرعاية ولا تقيدهم عوامل بيئية، وهي الأدلة التي تحدت تصوراً منتشراً على نطاق واسع ومفاده أن العرق والجنس من بين المحددات الرئيسية لنمو الطفل.

اتفق المشاركون في الاجتماع على الأهمية البالغة لبذل جهود قوية في دعم رعاية ما قبل الحمل في سياق خدمات الأمومة وصحة الطفل. ففي كل الأحوال، إذا كانت الأم الحاصلة على تغذية كافية تقدم لنسلها فوائد صحية بالغة الأهمية طيلة حياتهم، فبوسعنا أن نعتبر النساء وصيات على صحة أجيال المستقبل.

ونظراً لقلة عدد العلماء الذين أدركوا مدى إسهام بويضات المرأة في تشكيل آفاق أحفادها، فمن غير المستغرب أن يظل صناع السياسات غافلين إلى حد كبير عن التأثير الطويل الأجل الناتج عن صحة المرأة.

ولكن الأدلة واضحة وتتطلب العمل العاجل، والنبأ السار هنا هو أن الحلول موجودة بالفعل. فقد أثبتت التحويلات النقدية المشروطة، والمبادرات التي تعتمد على الرسائل النصية، وبرامج التغذية المدرسية، وخطط تعزيز الأغذية بالفيتامينات، والزعامة المحلية، فعاليتها في تحسين تغذية الأم.

* مؤسِسة Heartfile

Email