نجم يكتب لـ «البيان»

لغة الأرقام هي الأقوى في الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هم المنظرون الذين يتحدثون عن إنجازاتهم بحديث يطرب الكل ويبهر الحاضرين، ويظن الجمهور أنهم الأساطير بإنجازاتهم وبطولاتهم، ولكننا لو تريثنا قليلاً وتفحصنا في تفاصيل كلماتهم الرنانة، لوجدناها في ظاهرها إنجازات، وفي باطنها خاوية دون إثبات أو دليل، فقط مجرد تمجيد ذات وتضخيم أنا.

إنه زمن الأرقام يا صاحبي، الأرقام التي لا تخطئ ولا تكذب ولا تتجمل، الأرقام التي يبنى عليها العمل الاحترافي، الأرقام التي تقيم عمل المؤسسات الرياضية وغير الرياضية، وتتحدث عن أدق تفاصيل منجزاتها.

لماذا لا نقيم واقعنا بالأرقام؟.. بل لماذا قبل البداية في التقييم أن نضع معاييرنا من خلال الأرقام؟

عندما تريد أن تقنعني، بل وتبهرني، ضع أمامي إنجازاتك من خلال الأرقام، ودع عنك التنظير والتحدث دون دليل أو برهان يؤكد ما ذهبت إليه، ومن أبسط الأمور وأسهلها أن تدعي أنك ناجح، بل وصاحب إنجازات، ولكن حتى تضفي على حديثك المصداقية ينبغي أن تعرض أرقامك، فالأرقام وحدها هي التي تثبت من هو الناجح ومن الفاشل.

كلمني بالأرقام لأعلم أنك ناجح وليس مجرد مدعي النجاح، لأن لغة الأرقام أكثر مصداقية من الكلام الإنشائي، فعلى سبيل المثال يمكن أن نتحدث عن فريق ناجح بأنه الأفضل دفاعاً، والأقوى هجوماً، والأكثر تحقيقاً للنقاط والأكثر تسجيلاً للأهداف، هذه هي اللغة التي يجب، أن تسود عندما نتحدث عن الناجحين لا مجرد تنميق الكلام وتزويقه وتطويله.. إنها الأرقام التي نقيم بواسطتها الأفضل والأقوى.

ولذلك وبناء على المفهوم أعلاه لو عدنا قليلاً للسنوات الماضية لوجدنا أرقامنا على مستوى كرة القدم الإماراتية أندية ومنتخبات هي الأضعف، فلا إنجاز نقف أمامه، ولا بطولة حققناها، ولا تأهل أنجزناه.

لا بد من تنظيم صفوفنا، وترتيب أوراقنا ومراجعة حساباتنا لتعديل أرقامنا لأنها، وبناء على الواقع الماثل، ناقوس خطر في مسيرتنا الرياضية، وبخاصة في كرة القدم اللعبة الشعبية التي يهتم بها السواد الأعظم، بل هي من يجعل الشعب بأكمله يفرح أو لا قدر الله يحزن ويحبط.

ينبغي علينا أن نوظف جهودنا ونركز على مراجعة أرقامنا، ولندع التنظير يا سادة، فأرقامنا لافتة كبيرة تدل على الإخفاق والفشل، وهي المرآة التي من خلالها نرى إنجازاتنا ونجاح عملنا.

والله من وراء القصد.

 

 

 

Email