من القلب

ثبات وتعثُّر

ت + ت - الحجم الطبيعي

شقت بعض فرق دوري المحترفين، طريقها بثبات، بعد انقضاء أول ثلاث جولات من عمر المسابقة، التي ما زال مشوارها طويلاً ومحفوفاً بالكثير من الصعاب والمطبات، وهذه الفرق، وبالنتائج الإيجابية التي حققتها حتى الآن، ترفع مستوى التفاؤل لدى مسؤوليها وجماهيرها، بأنها ستكون رقماً صعباً في دوري هذا الموسم، وهي قادرة على رسم الابتسامة لدى عشاقها ومحبيها، إذا استمرت على نفس المنوال، وبذات قوة الدفع التي بدأت بها مشوار المنافسة، منذ انطلاق الصافرة الأولى..

وعلى النقيض تماماً، فإن هناك فرقاً بدأت متعثرة، وظهرت بمستويات أقل ما يقال عنها بأنها متدنية ومقلقة للغاية، سواء بالنسبة لمسؤوليها أو منتسبيها أو أجهزتها الإدارية والفنية، وهذا يخالف التوقعات والأحلام الوردية التي كانت تمني بها نفوس مشجعيها، بأن فرقها سوف تنزع ثوب التوهان في الموسم المنصرم، وتعود بكل قوة لترضي طموحاتهم، إلا أنها على أرض الواقع، فقد خذلتهم وقادتهم إلى الحزن.

وبدورنا، لا نشك لحظة واحدة في أن المعايير التي وضعتها إدارات هذه الفرق المتراجعة في مستواها والزاحفة إلى النفق المظلم، لم تكن موفقة فيها البتة، ونقصد بذلك الصفقات التي أبرمتها، سواء مع اللاعبين المواطنين أو الأجانب، حيث إن الغالبية العظمى منهم ظهروا بمستويات متواضعة، ولم يكونوا مؤهلين في صنع الفارق داخل المستطيل الأخضر.

وإذا ما استمر الوضع على ما شهدناه في أول ثلاثة أسابيع من عمر المسابقة لهذه الفرق المتراجعة المستوى، نستطيع أن نؤكد أن عدداً مقدراً من هذه الفرق، سوف يفقد رونقه ولونه وطعمه، وعندما تأتي اللحظة الفارقة، يكون الوقت قد فات عليهم، ولحظتها يصعب العلاج، ويبدأ البعض في التنصل عن المسؤولية، وغيرهم يفكر في الهروب من المركب قبل أن يغرق.

ثبت لنا بالدليل القاطع، أن البعض من فرقنا لم تستفد من التجارب الماضية، كما أنها لم تجنِ ولم تقطف ثمرة من المعسكرات الترفيهية الفاشلة، ويجب عليها أن تسابق الزمن وتعمل كل ما من شأنه أن يعيد لهذه الفرق هيبتها وتوهجها، قبل أن تعض أصابع الندم.

وأما الفرق التي تتربع على عرش الصدارة، تعلم تماماً أن المشوار ما زال في بدايته، ويلزمها المزيد من العمل إذا ما أرادت أن تظل في القمة، وحتماً الأسابيع المقبلة سوف تحمل الكثير من المتغيرات والمفاجآت.

في الصميم

علمتنا الأيام أن الإخفاق يمكن أن يتحول إلى نجاح باهر، إذا ما تصافت النفوس وعملنا بروح الفريق الواحد.

من حق أي محب لشعار الوصل والنصر أن يتحسر، وهو يشاهد حال الفريقين هذه الأيام.

بدون قاعدة صلبة ومتينة، لا يستقيم البناء مطلقاً، المزيد من الاهتمام ننتظره من أنديتنا، لتظل الرافد المغذي لمنتخباتنا.

Email