من القلب

بطولة المهازل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تابعت بحسرة وألم النهاية الدراماتيكية لبطولة العالم للقدرة التي جرت الأربعاء الماضي في إطار دورة ألعاب الفروسية العالمية في مدينة تريون في كارولينا الشمالية بأميركا، بعد الكثير من التخبطات التي واكبتها قبل وبعد وأثناء مسار السباق، وجاءت النهاية المحزنة لتضرب رياضة الفرسان في مقتل وبفعل فاعل لم يكن خافياً لكل من كان في قلب الحدث.

نعم من حق اللجنة المنظمة أن تتخذ قرار الإلغاء إذا ما رأت الظروف المناخية أو الأمنية أو خلافها غير مناسبة لتنظيم مثل هذا الحدث الذي يتواجد فيه أفضل نجوم هذه الرياضة عالمياً بل صفوتهم، وذلك حفاظاً على حياتهم و لكن من غير المعقول أن يتخذ مثل هذه القرار متأخراً، وبعد أن شعروا بجملة من الأخطاء غير المبررة التي ارتكبوها، كان من المفترض أن يصدر القرار الصحيح وبشجاعة قبل إعطاء شارة الانطلاقة.

أصاب الفارس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، كبد الحقيقة عندما ذكر سموه أن أخطاء مونديال القدرة لم تحدث من قبل، لاسيما وأن سموه يعرف جيداً كل المضامير التي شارك فيها، ولولا أن سموه لمس عملياً وفعلياً هذه الأخطاء الجسيمة ما كان يذكرها، ولا شك أن ساحة القدرة العالمية ستظل «حبلى» بالكثير من التساؤلات حتى يأتي الخبر اليقين، وكيف وأين سيكون التنظيم في المستقبل القريب.

معدن فرسان الإمارات الأصيل تجلى واضحاً منذ البداية وليس فيه لبس أو تسويف، بالرغم من شعورهم أن الأمور لا تسير في الطريق السليم، وكان قلبهم كبيراً وهم يتابعون ما يجري أمام أعينهم وخلف الكواليس، حتى حدث في النهاية ما كانوا يتوقعونه، لنشهد بعدها الهرج والمرج والانفعالات من قبل فرسان أكثر من دولة، وكان من الممكن أن يتطور المشهد بشكل سلبي ووقتها ستكون العواقب وخيمة.

لم نشهد إطلاقاً انطلاق سباق للقدرة من نقطتين مختلفتين، ولمنتخبات مشاركة في بطولة واحدة الأمر الذي أحدث ضبابية في معلومات المرحلة الأولى، وتسبب في ضياع مجموعة كبيرة عدة كيلومترات، وهذا بالطبع جعل اللجنة تلغي المرحلة الأولى وتقلص مسافة السباق من 160 كيلومتراً إلى 120 كيلومتراً، وعندما طالبت أكثر من نصف المنتخبات المشاركة بإلغاء السباق امتثلت اللجنة واتخذت القرار مرغمة.

الإمارات هي المسرح الفسيح لتنظيم كافة البطولات بنجاح منقطع النظير، ويكفي أن المشاركين في بطولة العالم للقدرة كانوا يضربون المثل بالإمارات، ويقارنون بينها وبين ما شهدوه في بطولة أميركا من مسرحيات سيئة الحبكة.

في الصميم

الاتحاد الدولي للفروسية يغلي كالمرجل في بركان هائج وعاصفة لن تهدأ قريباً.

النصر إلى أين؟ سؤال عشاق الموج الأزرق.. والنصر كان علماً بارزاً في حقبة الثمانينيات.

الألعاب المختلفة غير كرة القدم ليست «شهيدة»، بل هي ألعاب فيها «الشهد والعسل» إذا تم إدارتها بشكل جيد.

Email