على الدائرة

الجزيرة «فخر الوطن»

ت + ت - الحجم الطبيعي

رسم العنكبوت الجزراوي واحدة من أجمل لوحات وأروع المشاركات لأنديتنا في البطولات الخارجية، وأفضلها على مستوى بطولة كأس الأندية العالمية، باحتلاله المركز الرابع، وظهوره بأداء مشرف أسعد الشارع الرياضي الإماراتي بمختلف أطيافه وميوله، وأصبح حديث الصحف العالمية، فاستحق بكل جدارة أن يكون «فخر الوطن».

لم يتوقع الكثير من متابعي الكورة الإماراتية أن تكون المحصلة النهائية لمشاركة الجزيرة بهذه القيمة الجمالية والفنية العالية، بل أكاد أجزم أن العديد منهم توقع ألا تكون المشاركة أفضل من المشاركات السابقة لأنديتنا، عطفاً على نتائج وأداء الفريق المتواضع في دوري الخليج العربي!

قبل الشروع والدخول في أجواء البطولة، اتخذ العجوز الهولندي تين كات بعض القرارات الفنية الجريئة بالاعتماد على العناصر الشابة الواعدة، والتي تمثل مستقبل الكرة في النادي، والتي أثبتت جدارتها وكفاءتها في الدوري المحلي، والاستغناء عن خدمات الفرنسي لاسانا ديارا والأوزبكي رشيدوف وتسجيل اللاعب الشاب المصري رمضان عبد الله، وقد أيدت الإدارة الجزاروية هذا التوجه وأظهرت التوافق الكبير بينها وبين الجهاز الفني وتناغم المنظومة وتوحيد الأهداف، وهذا جانب مهم في نجاح العمل الرياضي!

الإعداد النفسي كان على أعلى مستوى من قبل الإدارة المشرفة على الفريق والجهاز الفني، دون أن ننسى الدور الكبير للاعبي الخبرة بقيادة خصيف وعلي مبخوت وفارس جمعة، والذي أزاح الرهبة من العناصر الشابة، فظهرت بأداء رجولي في المباريات الأربع التاريخية.

تراكم الخبرات في المشاركات ومواجهات الفرق الكبيرة ذات الشعبية الجارفة، يصنع جيلاً من اللاعبين ذا إمكانيات وفكر مختلف، فخوض 4 مباريات في غضون 10 أيام، يكاد يكون ضرباً من المستحيل أن نشاهده أو نقبله في مسابقاتنا المحلية، والدروس العملية العديدة التي اكتسبها اللاعبون من خلال معايشة أجواء بطولة عالمية وخوض غمار المباراة الافتتاحية والمشاركة في الأنشطة التفاعلية المتنقلة للبطولة، والتي ينظمها الفيفا دون تذمر، وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام العالمية المختلفة، وتحديد الأهداف ورفع سقف الطموح أثناء البطولة، لا يمكن أن تتوافر في أجوائنا التي لا تعرف من الاحتراف غير المسمى!

ملخص مشاركة فريق الجزيرة في بطولة كأس العالم للأندية، يمكن وصفه بأنه قهر أوكلاند سيتي النيوزيلاندي وأوراوا الياباني بطل آسيا، وأرهق ريال مدريد ملك أوروبا، وأخفق وخسر البرونزية بسبب ضعف مستوى دورينا أمام باتشوكا المكسيكي.

Email