على الدائرة

الأندية والعزوف الجماهيري

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح من المُعتاد أن تشاهد ملاعب دوري الخليج العربي تخلو من العنصر الأهم، والركيزة الأساسية في رسم جمال لوحة الملاعب، فالحضور الجماهيري في معظم المباريات لا يتعدى رقم 500 متفرج.

وهو محزن ومخيب للآمال، ويصعب علينا وصفه، وعلى النقيض تماماً، أصبحنا نطير فرحاً ونسرد القصص ونتغنى بأجمل الكلمات بجمال المكان، ونطالب المسؤولين بمزيد من الدعم عندما نشاهد بعض المباريات وهي لا تتعدى أصابع اليد قد تعدى الحضور الجماهيري فيها 5000 متفرج!


تمثل ظاهرة العزوف الجماهيري بالكرة الإماراتية الهاجس والأمر المحير للكثيرين من الخبراء والمتابعين، وعلى خلاف الصورة البهيجة، التي ظهرت عليها الملاعب في حقبة الثمانينات، والتي امتلأت فيها المدرجات في جميع المباريات بالدرجة الأولى والثانية آنذاك، تظهر مدرجات ملاعبنا الآن خالية وخاوية!


ترجع ظاهرة العزوف الجماهير إلى أسباب عدة، وتشترك فيها أيضاً جهات عدة، منها ما هو مرتبط ببيئة الملاعب، التي أصبحت طاردة والأمور اللوجستية غير المكتملة، مثل المقاعد ودورات المياه ومواقف السيارات ومحلات بيع الأغذية وأماكن الصلاة وممرات دخول الجماهير، وعدم تهيئة الأماكن الخاصة للعائلات وذوي الاحتياجات الخاصة بصورة مناسبة.

ومنها ما يرجع إلى الأمور التنظيمية مثل توقيتات المباريات غير المدروسة وإجراءات التفتيش عند البوابات وقائمة المحظورات الطويلة، ومنع دخول أدوات التشجيع والعديد من القيود، التي تفرض على المشجع وتحُد من حضوره، ومن الأسباب أيضاً المستوى الفني للعبة، حيث أصبحت فقيرة من النجوم والمواهب والأسماء المميزة، والتي تكون عامل جذب للجماهير للحضور والاستمتاع في الماضي!


تحرك الأندية في هذا الجانب ضعيف وخجول، ولا يرتقي للطموح وهي مطالبة بالتحرك بأفكار غير تقليدية لجذب الجماهير، فيوم المباراة لا بد أن يتضمن العديد من الفعاليات الرياضية والصحية والمجتمعية والتسويقية، والترويج للمباراة ضعيف.

وعلى الأندية أن تتحرك في هذا الجانب أيضاً، من خلال الترويج للمباراة والفعاليات المصاحبة للأحداث بطريقة مبتكرة، عبر الصحف والمجلات والإذاعات والملصقات الترويجية في الشوارع، واستخدام خاصية الرسائل النصية وتفعيل التواصل مع الأندية المجتمعية للجاليات.

وتقديم الحوافز والجوائز للجماهير عبر خطة تسويقية موسعة وشاملة، والتواصل مع السفارات والقنصليات العاملة بالدولة لدعم أبنائها في الملاعب المحلية، ويبقى الأهم من ذلك فتح قنوات التواصل وإشراك الجماهير في بعض القرارات والاختيارات، وإعطائهم فرصة تقديم بعض المقترحات المتعلقة بشؤون النادي، وعلى سبيل المثال مشاركتهم في اختيار أو تصميم أو التصويت على أطقم ملابس الفريق، وهذه الظاهرة الإيجابية أصبحت منتشرة في الأندية العالمية!


بعض أنديتنا اختصرت على نفسها العناء والجهد واستخدام التقنيات الحديثة، والتعرف على الخبرات والتجارب في الدول الأخرى لمعرفة أسباب العزوف الحاصل وعلاجه، واتجهت نحو الحل السريع وهو الجمهور المستأجر!


علاج الظواهر السلبية في ملاعبنا يحتاج إلى رغبة حقيقية، وشخصيات لا يتأثر عطاؤها بنتائج الفريق السلبية!

 

Email