الكورنر الرياضي

مارادونا والفجيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وقعّ النجم الأسطورة دييغو مارادونا عقداً مع نادي الفجيرة، يتولى بموجبه مهمة المدير الفني للموسم المقبل في دوري الدرجة الأولى!

نادي الفجيرة في دوري الدرجة الأولى وليس في دوري المحترفين، ومع ذلك تم إقناع الأسطورة مارادونا بجدوى التعاقد مع الفجيرة فما سر هذه الصفقة العجيبة المفاجأة؟ وإذا فهمنا السبب بطل العجب. قبل الحديث عن نادي الفجيرة دعونا نتحدث عن إمارة الفجيرة وما يميزها عن باقي الإمارات.

الفجيرة إمارة واعدة بالمشاريع الحيوية، التي أطلقتها حكومة الإمارات الاتحادية، مثل مد أنابيب النفط مباشرة إلى الفجيرة، والتي تطل على بحر العرب من دون الحاجة إلى المرور عبر الخليج العربي الذي تهددنا إيران بإغلاقه ليل نهار، كونه نوعاً من أنواع القرصنة، مع أنهم لا يستطيعون تنفيذ تهديداتهم.

ولكن حكومة الإمارات أذكى وتنظر إلى المستقبل بإيجابية، وتخطط لضمان ديمومة تصدير النفط من دون معرقلات، لذلك كانت الفكرة في إيجاد منفذ تصدير آخر يطل على بحر العرب وكانت الفجيرة هي الحل والملاذ.

الفجيرة أيضاً تخطط للمستقبل في استقطاب السائحين، وتنفذ مشاريع سياحية وفندقية على ضفاف سواحلها الخلابة، إذاً الفجيرة كونها إمارة أحوج ما يكون إلى تسليط الضوء والإعلام عليها، فإذاً صفقة مارادونا .

كما أعتقد هي أبعد من مجرد تدريب ناد قابع في دوري الدرجة الأولى، وكل طموحه أن يصعد إلى دوري المحترفين وإلا سنقول إنها صفقة باهظة الثمن وصفقة غير موفقة، ولكن حكومة الفجيرة تملك من الحكمة الكثير، ولن تغامر بصفقة مثل هذه لو لم يكن البعد السياحي حاضراً، والذي سيصب في مصلحة هذه الإمارة التي تغازل المستقبل برؤية ذكية.

أعتقد أن حكومة الفجيرة ستستفيد من وجود مارادونا على أراضيها، وستشهد الإمارة تغطية إعلامية عالمية كالذي حصل عليها نادي الوصل إبان تولي مارادونا تدريبه، ووقتها لم يبرح اسم الوصل أن يغادر أشهر الصحف العالمية.

وقد اشتهر النادي شهرة كبيرة في وقت قصير على الصعيد الرياضي في العالم، وقد استفاد نادي الوصل من الهالة الإعلامية العالمية التي غطت نشاطات مارادونا وبشكل يومي، وها هي الفجيرة تغازل مارادونا وتحذو حذو نادي الوصل في استقطاب مارادونا الأسطورة، الذي بوجوده سيجلب لهذه الإمارة الواعدة الإعلام العالمي والسائحين من كل أقطار العالم. بهذا المنطق نفهم صفقة مارادونا ونستوعبها من جميع جوانبها الرياضية والسياحية والإعلامية.

Email