متصوّع
* أغنية عنوانها «متصوع» قدمها الفنان الإماراتي عيضة المنهالي، وعلى أنغام هذه الأغنية انتشرت فيديوهات لشباب في المدارس وخارج المدارس تقوم بحركات تذكرنا بفيلم «زومبي» ولو أن القصد من تلك الحركات الراقصة هي «التيبيس» في رقصة «اليولة». «متصوّع» باللهجة الإماراتية تعني «خرمان» بلهجات أخرى أو الرغبة الشديدة في اللغة العربية الفصحى.
* ظاهرة رقصة متصوّع تتشابه مع ظواهر ورقصات انتشرت في السابق بين الشباب مثل رقصة «بيربس» التي انتشرت في الشقيقة السعودية منذ سنوات أو مثل رقصة تحدي المانيكان أو رقصة البطريق عالمياً، وهي ظواهر تطفو على السطح لفترة وجيزة ومن ثم تختفي.
نحن كمجتمع إماراتي مسلم معتد بعاداته وتقاليده العربية، من الطبيعي أن نستهجن مثل هذه السلوكيات بين شبابنا وخاصة داخل الصروح التعليمية والتربوية.
* هؤلاء الشباب الذين قاموا بهذه السلوكيات هم شباب مراهقون لا يستحقون أي عقوبة، وإنما يحتاجون النصيحة وتهذيب سلوكهم للأفضل، بتذكيرهم أنهم في مجتمع مسلم وعربي، وأنهم يمثلون عيال زايد، ومن المعيب أن يظهروا في وسائل التواصل الاجتماعي بهذا الشكل غير اللائق.
* من هذا المنبر أوجه اللوم لرب الأسرة في تقويم هؤلاء الشباب، فرب الأسرة يربي ليس لأجله وحده وإنما كل رب أسرة يربي ابنه، لتكوين جيل، يستطيع الوطن الاعتماد عليهم في المستقبل لديمومة النهضة والتطور والنمو للتفوق والريادة إقليمياً وعالمياً.
* صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد متحدثاً للشباب في أحد الملتقيات: «كلنا مسؤولون في صنع سمعة طيبة عن الإمارات، ما يفعله الشاب من عمل إيجابي أو سلبي، سيحسب على دولة الإمارات والرهان عليهم، فهم صمام الأمان وثروته الحقيقية وليست الثلاثة ملايين برميل من النفط».
* يا شبابنا ويا ثروتنا الحقيقية كونوا سفراء لدولتكم ليس في الخارج فقط، وإنما في الداخل أيضاً، ففي ظل ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد هناك خصوصية لأي شيء، فالعالم ينظر لنا بانبهار على ما صنعته الأيادي الإماراتية من إنجازات في هذه الصحراء، فلا تحيدوا عن الدرب بسلوكيات بعيدة كل البعد عن الدور المنوط بكم في استكمال مسيرة العطاء والابتكار والتقدم لخلق بيئة حضارية بامتياز.
* نحن كلنا ثقة فيكم، ونعلم أن من قام بهذه السلوكيات هم فئة قليلة لا تمثل شباب الإمارات، الشباب الذي يدير المعارك في وقت الحرب، ويدير المفاعلات النووية، ويعمل على الوصول إلى المريخ في وقت السلم، هم شباب الإمارات الحقيقي، هذا هو عهدنا فيكم يا شباب الإمارات، فكونوا كما عهدناكم.