كارت أحمر

الكرة الإماراتية واحتراف القرارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لماذا تثير بعض القرارات التي تصدر من الجهات القائمة على الكرة الإماراتية على مستوى بطولات الأندية المحترفة والمنتخبات وبعض وسائل الإعلام الكثير من اللغط وردود فعل غاضبة، واعتقاد البعض بأن اللجان القائمة على المسابقات تكيل بمكيالين في بعض القرارات، سواء على مستوى التحكيم أو برمجة المسابقات أو موعد وتوقيت المباريات الحاسمة في الجولة الأخيرة، أو في العقوبات وتشديدها من عدمه وفق القوانين واللوائح التي تعمل بها الجهات القائمة على شأن الكرة الإماراتية، ولا نستطيع تكميم أصوات الجماهير، وكل ما تحدث شخص في شأن كروي عام أو في شخصية عامة رياضية اعتبارية قامت الدنيا ولم تقعد، ويضرب حظر معنوي على حرية الإعلام وإبداء الرأي، وحتى إن كان الكلام ليس به تجريح أو تشهير وسب وقذف لشخص بعينه، وإنما انتقاد الممارسات والقرارات والإجراءات والمخرجات هو حق مشروع لا غبار عليه.

ولكن لماذا تتخذ القرارات التي تبدو بها شبهات، وحتى إن لم يكن الحال كذلك فالجماهير تمثل كافة فئات المجتمع، والقرارات يجب أن تراعي القوانين واللوائح بكل تأكيد، ولا تستغل قانونية المساحة الرمادية في القوانين لاتخاذ قرار يترك الجماهير في حيرة من أمرها دون التوضيح لها، ماذا ولماذا وكيف وأين ومتى؟ فلماذا لا تقام مباريات جولة حاسمة تحدد صعود فريقين للمرحلة النهائية من مسابقة معينة في يوم وتوقيت واحد بعكس ما جرت عليه العادة محلياً ودولياً؟ فمن غير المعقول أن ننتقد أو نلوم المسؤولين في الأندية والجماهير التي تتساءل لماذا الآن؟ وإخراج فزاعة مارد التشكيك في الذمم من فانوسه، فمن حق الشارع الرياضي أن يحصل على إجابة وافية شافية، وأن توجد آلية واضحه للتواصل الفعال مع الجميع، وتوضيح الأمر برمته قبل وقت كاف، ويدور نقاش وتشرك الأندية في مثل تلك القرارات المحورية والمهمة.

والأمر الآخر الذي يستحق الذكر هو الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والافتراضي، وخاصة البرامج المتلفزة التي تحظى بمشاهدة كبيرة والتغني بناد أو اثنين على حساب الأندية الأخرى، وتأجيج حفيظة الشارع الرياضي فقط عندما يهضم حق ناد كبير له حظوة وحضور خاص في الأوساط الرياضية وما بين الكذبة السوداء والنفاق الأبيض، لا نشكك في احترافية أحد ولكن الإعلامي إنسان له مشاعر وميول ودوائر ضغط جماهيرية، فتراه يلفت النظر ويركز على حوادث معينة خلال المباريات للاعبين أو أندية بعينها كونها مادة إعلامية لها متابعوها الكثر وهو أمر طبيعي، وفي نفس الوقت نطالب الإعلامي أن يحاول بقدر المستطاع الحيادية أو يعلن ميوله صراحة حتى لا نشعر بأن بعض المباريات بها فريق واحد فقط يستحق تناول تفاصيله، وألا يكون محامي دفاع عن ناد معين، ويطالب بعقوبة رادعه لتصرف ما، ويغض النظر عن تصرف شبيه ضد فريق منافس له، وهو يعلم من يشاهد ومن يقرأ فيبرمج نفسه في هذا التوجه.

Email