وجهة نظر

كلية العاديات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا لا تستغربوا من العنوان فهو ليس خطأً مطبعياً بل حقيقة سيشهدها الواقع التعليمي العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة ليزيد درة على الدرر التي تطوق عنق هذه الدولة التي ما فتئت القريحة الإنسانية فيها تتفتق عن المزيد والمزيد من الابتكارات والإبداعات.

والتي آخرها وليس آخرها الفكرة المبدعة والمبتكرة التي طرحتها الجامعة الأميركية في الإمارات والمتمثلة في إنشاء كلية العاديات كأول أكاديمية إقليمية لرياضة الفروسية تضم كلية خاصة لرياضة الفروسية والعديد من الإسطبلات والمزارع ومراكز التدريب ومضامير وميادين لممارسة هذه الرياضة المتأصلة فينا كعرب ومسلمين منذ الأزل.

كلية العاديات تأتي ترسيخاً للشعار الذي آمنت به الجامعة منذ انطلاقها قبل عشر سنوات وهو (لا يوجد مستحيل) والذي استلهمته من جملة قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والذي استطاع من خلاله أن يمسح من قاموس اللغة العربية والانجليزية كلمة مستحيل ليضع مكانها كلمات ابتكار ومبادرة ومثابرة ونجاح وتفوق وإبهار.

إن من دواعي الاعتزاز والافتخار أن تحظى فكرة إنشاء كلية العاديات بمباركة سامية وكريمة من لدن سمو الشيخ حمدان بن راشد الذي بارك هذه الفكرة وطالب بدعمها وتفعيلها لتصبح حقيقة ملموسة على الساحة الإماراتية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن مدى أهمية وعبقرية هذه الفكرة والتي ـ بعون الله ـ ستصبح حقيقة واقعة في قادم الأيام.

أما المقصود بكلية العاديات والتي تم اختيار اسمها من قول الله عز وجل (والعاديات ضبحا) فهي مرجعية تعليمية عليا تدرس كافة الرياضات المتعلقة بسباقات الخيل والهجن والتي تحظى باهتمام كبير جداً من شيوخ الدولة أعزهم الله، وبمتابعة كبيرة من جمهور غفير، الأمر الذي جعل من هذه المسابقات محط أنظار الجميع وجعل من دولة الإمارات بلداً تهوى إليها أفئدة المهتمين والمتابعين والحريصين على ممارسة أو مشاهدة هذه الرياضات التي تنطوي على معاني الرجولة والفخامة والاعتزاز بتراثنا العربي والإسلامي.

لا أستطيع أن أخفي أن فكرة تأسيس هذه الكلية هي فكرة مبدعة ومبهرة، فالاسم المختار لها فيه إبداع وذكاء وفيه ربط بين الحداثة التي تزهو بها دولة الإمارات العربية المتحدة والتراث العربي الإسلامي الذي نجل ونفتخر، والمعنى المقصود من التأسيس ينم أيضاً عن ابتكار وتميز وجدة في طرح المبادرات والأفكار، وفيه تحقيق لرؤى وتطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي صرح قبل أيام تطوير التعليم أمر حتمي والميدان أمام تحدٍ، فجاءت فكرة تأسيس كلية العاديات استجابة لطرح سموه واستراتيجيته في تطوير التعليم داخل الدولة، أما المأمول من هذه الكلية فهو لا يخلو أيضاً من الإبداع والتفرد كيف لا وهي ستعمل على رفد الدولة بكوادر بشرية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى.

Email