كارت أحمر

توقعت الهزيمة يا الأبيض

ت + ت - الحجم الطبيعي

الهزيمة ليست نهاية العالم، وأي فريق في العالم قد يكون خارج الخدمة تماماً في بعض المباريات، ولكن المشكلة أننا نتحدث بعاطفة، ونركن العقل والمنطق الكروي، عندما يتعلق الأمر بالأبيض الإماراتي، عطفاً على كوكبة النجوم التي نملكها، وما تم تحقيقه في السابق، وبصراحة، المنتخب وقع تحت ضغوط نفسية كبيرة بعد الانتصار على اليابان في طوكيو، وكان حديث الشارع الرياضي يتسم بالثقة المبالغ فيها، ما جعل اللاعبين يشعرون بأن مباراة أستراليا هي العائق بينهم وبين بلوغ النهائيات.

ذلك الشعور كبل وهزم اللاعبين قبل وأثناء المباراة، ولم يستطيع الجهاز الفني والإداري أن يحركاً ساكن حيال ذلك، فالإعلام الرياضي والجمهور والتعبئة على المستوى الشعبي، وتصوير المباراة على أنها في متناول اليد، أخرج اللاعبين عن التركيز، وهم يعلمون حقيقة وقوة الفريق الأسترالي، وطريقة لعبه التي تخنق أي فريق يواجهه، وسيطر على عقولهم ذلك الشعور وصاحبه الخوف إن لم ينتصروا سيخذلون بلداً بكامله، ما حملهم مسؤولية مضاعفة.

ولكن هل كانت هناك مؤشرات للهزيمة قبل اللقاء؟، يبدو لي أن منتخبنا عندما يقابل فريقاً لديه انضباط تكتيكي عالي المستوى، تغيب عنه الحلول الجماعية، ولا يتجلى بوضوح أسلوب لعب الفريق، وفوق كل ذلك، يقوم المدرب بالتبديلات أثناء المباراة، وليس التغييرات التي تحدث الفارق، وهناك فرق بين التبديل والتغيير المؤثر في سير المباراة.

وواقع منتخبنا الحالي، هو الاعتماد على المهارات الفردية لبعض نجومه، وأغلب الأهداف تأتي من ضربات ثابتة، ونادراً ما نسجل من هدف ملعوب، وبالمقابل، الرقابة الفردية والجماعية في الضربات الثابتة بدائية جداً، والفجوات الفنية عديدة، ومثال على ذلك، الهجمات المرتدة من أي كرة ثابتة.

حيث تكون من نصيب الفريق الخصم، بالإضافة إلى أن دفاع المنتخب لا يستطيع إيقاف مد الكرات العرضية، وكأن الأطراف شوارع مفتوحه، ولا تشعر بأن المنتخب فريق ثقيل، يستطيع فرض أسلوب لعبه على الخصم، أو يملك أفضلية اللعب على أرضه.

وإذا أردت أن توقف خطورة منتخب الإمارات، أحكم الرقابة على عمر عبد الرحمن، وضغط متقدم على عامر عبد الرحمن، وأوقف هجمات إسماعيل الحمادي العنترية، واستغلال المساحة خلفه، ومضايقة الحضور البدني لأحمد خليل، وعزل على مبخوت، ويقف المنتخب متفرجاً لا حيلة له طوال المباراة.

ما الفكرة من تكثيف الوجود في خط الوسط في مباراة أستراليا باستبدال أحد قلبي الهجوم بلاعب وسط، والإبقاء على نفس أسلوب اللعب، إن كان هناك أسلوب، يذكر، والواقع المر هو الانهيار البدني للاعبي الإمارات المحترفين، حيث إن الإعداد البدني ظهر أنه دون المستوى، ولم يكن التعافي البدني ينم عن وضع صحي وغذائي مثالي، ولا عذر أننا في بداية المشوار، فتلك ثقافة وجاهزية اعتيادية للمحترف؟ فالمواهب التي يملكها المنتخب على أعلى مستوى، ونتمنى في باقي المشوار أن يتدارك الكابتن مهدي تلك الهفوات التي لا تغتفر، ويصحح المسار، ليكون للمنتخب شخصية المنتخب القوي.

Email