الكورنر الرياضي

مصداقية التحليل الرياضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرة القدم اليوم متعة ما بعدها متعة، وخاصة على شاشات التلفزيون، فكل شاردة وواردة في مجريات المباريات يتم تحليلها وبدقة عالية ومن عدة زوايا، وأصبح للتحليل الفضائي محللون مختصون، فمنهم من يحلل الخطط والتكتيك الفني ومستوى اللاعبين، ومنهم من يحلل التحكيم وبشكل احترافي. أصبح التحليل اليوم أحد العناصر المهمة للعبة كرة القدم، وأيضاً لا ننكر أنه أصبح سلاحاً ذا حدين إذا ترافق مع وجود محللين منحازين لأحد الفريقين!

في الدول الأوروبية يأتون بفريق من المحللين، أحدهم يمثل الفريق الضيف ومحلل آخر يمثل الفريق المستضيف، وهذا مقبول، ولكن المشكلة في فضائياتنا أنهم يأتون بمحللين يسمونهم »مستقلين«، لتحليل أداء الفريقين وهم بالأساس متعصبون ومتحيزون لأحد الفريقين، وهذا ظلم للفضائية نفسها ولمصداقية التحليل الرياضي! وإذا ما تطرقنا إلى التحليل الرياضي وجب علينا الحديث عن فقرة التحليل التحكيمي..

ومدى نزاهته ومصداقيته، وهنا علينا التوقف قليلاً! فنحن نواجه اليوم مشكلة كبيرة في دورينا من هذا التحليل التحكيمي، ودعوني أقولها وبصراحة، السخط الجماهيري الذي يأتي ما بعد المباريات مقبول، مقارنة بالتحليل التحكيمي الذي يصب الزيت على النار التي تكاد أن تكون قد خمدت، ويضاعف هذا التحليل التحكيمي السخط الجماهيري بشكل خطير يكاد أن يهز الثقة في التحكيم الوطني!

نسمع ونشاهد كيف يقوم المحللون باتهام الحكم الفلاني بأنه لم يحتسب ركلة جزاء، أو احتسب ركلة جزاء مشكوكاً فيها، ويبرهنون على ذلك بلقطات من الكاميرات المنتشرة في كل زوايا الملعب! ونحن نسألهم هل قدمتم يوماً تبريراً للحكم بأنه بشر ويمكن أن يخطئ، لأنه بكل بساطة يملك فقط عينين يصوبهما إلى زاوية محددة حسب موقعه في الملعب..

وأيضاً يملك مساعدين لهم عينان أيضاً، ولكن هؤلاء لا يستطيعون تكبير وتوقيف المشهد، ولربما غاب عنهم المشهد كله لظرف ما عكس الجالس في الاستوديو ويحلل بوساطة الكاميرات المنتشرة في الملعب، والتي تكبر وتوقف كل مشهد وكل واقعة وكل حركة!؟

أدعو محللي التحكيم أن يكتبوا تحت مادة التحليل التحكيمي: »إن التحليل التحكيمي مبني على تكنولوجيا الكاميرات العديدة المنتشرة في الملعب«، وبهذه العبارة يمكننا أن نعذر الحكم الذي يلهث في الملعب بعينين ولا يمكنه التغلب على تكنولوجيا الكاميرات المنتشرة في الملعب، وليس باستطاعته رصد كل حركة في المستطيل الأخضر.

في خاتمة مقالي، أنصح الفضائيات اليوم باختيار المحللين غير المنحازين، أو عليهم اختصار الطريق ودعوة محللين من كلا الفريقين حتى تكون الرؤية واضحة، ولا يوجد لوم لا على الفضائية ولا على المحلل، وخصوصاً الفقرة التحكيمية، فعليهم البحث عن المستقلين وعدم إقحام التعصب والتحيز إلى التحليل التحكيمي، فإنه خطير في الواقع الكروي..

وقد يتسبب في أزمات كبيرة وفقدان لثقة حكامنا المواطنين، بل أصبحت فقرة التحليل التحكيمي كقاضي الملاعب، بل أصبح رأيه مصدقاً أكثر من رأي لجنة الحكام، وهذا الأمر غير صحي، وتبعاته خطيرة، ويحمل الفضائيات الرياضية مسؤولية كبيرة!

Email