كارت أحمر

الاستراتيجيات والرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماذا تريد الدول من الرياضة؟، للإجابة عن هذا السؤال، سوف نتحدث عن الاستراتيجية البريطانية للرياضة، كمثال على ذلك، حيث وضعت المملكة المتحدة استراتيجية شاملة للرياضة.

وماذا تريد الحكومة من الرياضة؟، وهل تتناسق أهدافها مع الأهداف التنموية الأخرى في المجتمع؟، وقد صدرت آخر نسخة من تلك الاستراتيجية في ديسمبر من السنة الماضية، تحت مسمى المستقبل الرياضي »استراتيجية جديدة لأمة نشطة«، تناولت جميع أوجه النشاط الرياضي، ومدى مساهمته في الصحة الجسدية والنفسية للمجتمع، والتسويق للدولة، كمنتج تجاري وثقافي..

ودعم التمكين الاقتصادي ورفاهية المجتمع، وخلق فرص العمل، وتحقيق الإنجازات الرياضية على الصعيد الأوروبي والدولي والأولمبي، وآليات الفوز بتنظيم المناسبات الرياضية الكبرى، واستضافتها بصورة مشرفة، والقائمة تطول، وبصورة لا تترك مجالاً للصدفة والتخبطات.

النموذج البريطاني ليس الوحيد أو الفريد من نوعه، فجميع الأمم المتقدمة، تأخذ الرياضة، مأخذ الجد، كانعكاس حقيقي لمدى رقي الشعوب وتقدمها، والحراك الاجتماعي الهادف، من خلال ممارسة الرياضات بمختلف أنواعها، البدني منها أو العقلي، أو الاثنين معاً، فالرياضة رقم صعب، لا تهاون في وضع السياسات المؤثرة فيها، حتى تلعب دورها المناط بها عادة في تغطية جانب مهم واحترازي لصحة الإنسان، من جميع جوانبها، وشغل أوقات الفراغ، بما هو مفيد ومسلٍ في آن واحد.

وحتى نبني دولة رياضية، يجب أن نملك رؤية واضحة، لبناء أمة رياضية، وبنية تحتية متكاملة لممارسة الرياضة، بمختلف أنواعها، من جميع فئات المجتمع وللجنسين، حيث تشير الدراسات في الوطن العربي، ودول مجلس التعاون الخليجي بالتحديد، إلى انتشار الأمراض المتعلقة بالسمنة، وعادات حياتية غير نشطة وخاملة..

وفي نهاية المطاف، فاتورة بمليارات الدولارات، لعلاج ما أصاب الشعوب من أمراض، كان يمكن تجنبها، بالرياضة المعتدلة، وثقافة الأكل الصحي المتوازن، وأسلوب الحياة، الذي يتيح للسكان ممارسة الرياضة في الأحياء، وأن تكون الشوارع مجهزة بطرق سالكة للمشي، وقيادة الدراجات الهوائية على سبيل المثال، فإذا ما وضعت الدول الاستراتيجيات الصحيحة

فسيكون التركيز على تشجيع النشاط البدني، بدلاً من المشاركة الرياضة التقليدية فقط، ولذلك، نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر شجاعة، وأكثر ابتكاراً في تفكيرنا، لمعالجة إقحام معظم أفراد المجتمع إلى عالم الرياضة.

لماذا لا نسمع عن صالات للرياضات الروحية؟، كاليوغا، للذين لا تستهويهم الرياضة التي بها الكثير من الحركة، وخاصة بين النساء، ولماذا لا تكون هناك تطبيقات هاتفية ذكية، بها مدربون خاصون متطوعون، وبرامج رياضية وغذائية تفاعلية، برعاية الحكومة والقطاع الخاص، لجعل الرياضة، أكثر جاذبية، فالرياضة يجب أن تستخدم لتحقيق الصالح الاجتماعي.

وعدم البكاء على اللبن المسكوب، والحديث دائماً عن غياب الميزانية، وبكل صراحة، حان الوقت للتغيير في المناصب الرياضية في المؤسسات الرياضية العامة والوزارات، وضخ دماء جديدة، بفكر جديد، يعنى بتطوير الرياضة في المجتمع، بعيداً عن المحاباة والتوصيات المخملية والشللية في الدوائر الرياضية.

Email