في الرابعة

قوة اقتصادنا بالرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيراً ما نسمع عن الاستثمار الرياضي في عصر الاحتراف، ونشاهد المنشآت الرياضية والأندية التي أصبح لها مداخيل أخرى يحاولون من خلالها الصرف على النادي، لكن قليلاً من الأندية التي تمكنت من تغطية نصف مصروفها من عائدات استثمارها، وحتى لا أكون متشائمة أقول النصف، ولكني أكاد أزعم أن الربع لا يكفي نتيجة لعلوّ رواتب اللاعبين وكثرة تغيير المدربين التي ترهق خزينة النادي بعد دفع الشرط الجزائي وغيرها من الأمور، فليس هناك احتراف إداري، ما يجعل الأندية تدخل في مشاكل وأزمات مادية، ولن أذكر أسماء فكل ناد فيه من المشاكل الكثير، وأهل مكة أدرى بشعابها وكل يعلم أن الأندية لم تستثمر باحترافية حتى اليوم، وإن صُرِح بعكس ذلك.

أدرك جيداً أننا في بداية عصر الاحتراف وأن السنوات الماضية كانت خطوات جيدة نحو الأمام، وأعرف أننا قادرون على إنجاح استثمارنا الرياضي من خلال شركات كرة القدم وأننا وأننا وأننا...، لكني أعلم جيداً أن اقتصاد دولتنا يتعزز بالسياحة الرياضية والجوانب الأخرى المتعلقة بتنظيم واستضافة مئات الفعاليات الرياضية المختلفة سنوياً سواء على صعيد الإنفاق لتنظيم هذه الفعاليات، ودعم قطاع الأعمال بالعديد من الفرص الإضافية، أو على صعيد الإيرادات المباشرة وغير المباشرة من تنظيم هذه الفعاليات المتنوعة.

وأن معدل إجمالي الإنفاق السنوي على القطاع الرياضي والفعاليات الرياضية في إمارة دبي الحبيبة فقط بلغ 25.6 مليار درهم في السنة، كما أن الأثر الاقتصادي الذي تركته الرياضة بلغ 2.5 مليار درهم في العام، وذلك وفق الدراسات الدقيقة التي أجريت على البطولات التي تم تنظيمها خلال عامي 2014 ـ 2015.

هذه أرقام تخص إمارة واحدة فقط من أصل سبع إمارات كل تستضيف وتنظم مختلف البطولات المحلية والقارية والعالمية أيضاً، لتأتي كرة القدم وتشكل أزمة اقتصادية على اقتصادنا القوي وإن لم نكتشف ذلك اليوم فغداً سيظهر لنا مدى عجزنا على الصرف الرياضي الصحيح على أنديتنا التي جُنت باللعبة دون عقل احترافي اقتصادي استثماري يديرها كما يجب.

عذراً أندية دوري المحترفين وبشدة فأنتم لم تحترفوا بالاستثمار الرياضي، وهذا الأمر بحاجة لسنوات ولدراسات ولاعتماد كبير على أصحاب الأفكار والابتكار وتطبيق خطة 4-4-2 التي ذكرها المهندس مروان بن غليطة في حديثه الأخير عبر قناة دبي الرياضية، والتي كشف بعد أن فتح الأبواب أمام الشباب المبتكر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير والكثير وأظن أننا إذا أردنا الاحتراف بشكل صحيح علينا أن نحترف في كل شيء وأن نبدأ من رأس الهرم اتحاد كرة القدم الإماراتي أولاً، ومنه إلى كل الأندية نقول اقتصادنا أمانة في أعناقكم فلا تجعلوا كرة القدم هدم بل بناء أسوة بمختلف الرياضات.

في الختام:

الرياضات الأخرى في صعود وعلو وكرة القدم أخشى أن تكون في رجوع خاصة بعد أن أدركنا أن الوصول إلى المونديال حلم يحتاج معجزة.

Email