كارت أحمر

العميد النصراوي.. آسيوياً غير

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نتحدث عن النصر الإماراتي، فإننا نتحدث عن تاريخ كرة القدم الحقيقي في دولة الإمارات؛ فالنادي الذي تأسس في سنة 1945 هو ليس عميد الأندية الإماراتية فقط، بل معمد كرة القدم في الإمارات وأول نادٍ كانت له إطلالة على الكرة العالمية، من خلال استضافة كبار الأندية العالمية في السبعينيات وأوائل الثمانينيات، عندما كان النصر بعبع جميع الأندية ويذخر بالنجوم ويلعب أمام مدرجات ممتلئة في كل أسبوع.

ومرت السنون العجاف بعد ذلك والنصراويون ينتظرون عودة ذلك المجد الغابر، كفريق يشار إليه بالبنان واستعادة بعض الشيء من بريقه التاريخي، في ظل مشروع تصحيحي قد بدأ فعلاً في النادي، وسيواجه منافسة كبيرة من الأندية الأخرى التي تملك جميع مقومات النجاح، من حيث الظفر بالألقاب والقواعد الجماهيرية التي تشكلت في ثلاثة العقود الأخيرة.

وبعيداً عن التاريخ فلربما يحمل الحاضر الأجمل للعميد، الذي تعد عودته مكسباً للكرة الإماراتية متى ما حدث ذلك، وقد ترجع الجماهير التي اعتكفت في البيوت لسنين طويلة تنتظر عودة الفرح الغائب وانتهاء فترة العقوق الكروي، ومن المفارقات العجيبة أن النصر قد يملك أكبر قاعدة جماهيرية لا تحضر للمدرجات، حزناً على ما آلت إليه حال العميد من حيث تحقيق البطولات، ولكن في خضم كل تلك المشاعر المتضاربة لعشاق العميد، ما قدمه النصر في مشاركته الآسيوية أمر يثلج الصدر للجماهير الإماراتية بصورة عامة.

فالعميد أبلى بلاء حسناً في المباريات التي خاضها، ومع استمرارية تقديم العروض القوية والإيمان بحظوظ الفريق في آسيا، فإن صعوده لدور الـ16 ليس سوى مسألة وقت.

وما يميز الفريق النصراوي آسيوياً التوازن الكبير، والثقة العالية التي يلعب بها الفريق خارج أرضه، كما أن الفريق يملك مدرباً محنكاً »إيفان إيفانوفيتش«، ومديراً إدارياً مثالياً يتميز بالهدوء وقربه من اللاعبين، وهو الكابتن خالد عبيد، وإداري فريق أول مميزاً هو النجم السابق وجوهرة النصر الكابتن محمد إبراهيم، وترسانة لاعبين أجانب تخدم احتياجات الفريق تحديداً، ولاعبين محليين مستواهم فوق المتوسط، وبعضهم يستحق ارتداء قميص المنتخب الوطني كلاعب الارتكاز طارق أحمد.

والفريق عامة يدافع ككتلة متماسكة بصورة هرمية، ويغطي جميع الثغرات في الخلف بأسلوب الدفاع الجماعي، الذي يبدأ من قلب الهجوم بالضغط على خط دفاع الخصم، والتمركز والتغطية المزدوجة الفاعلة، والاعتماد على الهجمات المرتدة التي يبرع فيها أجانب النصر الأربعة بتروبيا وكيمبو ونيلمار وخيمنيز، حيث أعاد أجانب النصر اكتشاف أنفسهم ليقدموا أداء يليق بالعميد، وخاصة نيلمار النجم البرازيلي الذي أخذ وقتاً طويلاً للتأقلم، تحت ضغط جماهيري عاطفي بإبعاده، ولكن ببعد نظر فني يحسب لإدارة العميد عاد ليتألق، وبالتخطيط السليم أرى بوادر عودة مظفرة للعميد في السنوات القادمة.

Email