كارت أحمر

الأندية الكروية وإدارات الفزعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أعلم ما الذي يدور في عقول بعض منتسبي الإدارات في أنديتنا المحلية، وبالتحديد في ما يخص منظومة كرة القدم، حيث نرى العجب العجاب من خلال التخبطات التي لا تعد ولا تحصى، وتنتهي تلك المجازر الإدارية بمقولة بأننا بشر نخطئ ونصيب، وكأنهم يأتون علينا بشيء جديد بعد أن نزل عليهم الإلهام فجأة ليخرجوا بتلك الكلمات، ويتبعها الشخص بأنه قام بما يتوجب عليه فعله وسيترك المجال للآخرين لإكمال العمل، وإسطوانة " جميعنا أبناء النادي ويأتي ويذهب الأفراد ويبقى النادي كصرح كبير يعشقه ويخدمه الجميع" .

كلام منمق وكارثي وهروب من المسؤولية، والمصيبة يتكرر على مسامعنا بصورة روتينية، فأين هي حقيقة المشكلة في إدارات غير محترفة يدار بعضها بأسلوب الهواة وشخصنة إدارية وننتظر منها معجزة تحقيق نتائج احترافية؟ ولا أفقه كيف أن الحمق الرياضي في بعض الأندية والذي يتسبب في إهدار الملايين يجعلها مصنفة دولياً كإدارات تتمتع بأعلى مستويات الجودة الشاملة ويخرج أفضل مدير وأفضل... الخ منها؟

ضحك على الذقون! فتلك الأنظمة ممارسات إدارية توضع كصورة خارجية وتمارس تحت الطاولة كل انتهاكات الأساليب الإدارية الرياضية الحديثة بين صفقات فاشلة وتغيير المدربين واللاعبين الأجانب أكثر مما تغير النساء فساتين السهرات، وفي اليوم التالي تسمع أن الميزانية لا تكفي حتى لسد احتياجات النادي في الربع الأول من السنة!

وإن كانت نية الفساد غائبة تماماً فإن من يؤتمن على المال العام أو حتى الدعم الشخصي للشخصيات الاعتبارية مسؤول عن حفظ الأمانة وفعل الأفضل، أو التخلي عن عمله قبل التورط في إدارة الموارد البشرية والمالية في النادي بصورة نتيجتها الطبيعية الفشل.

ففهموني بالله عليكم السر والحكمة في التعاقد مع لاعبين أجانب يكونون أغلب فترات العقود حبيسي دكة الاحتياط، وكيف أن تلك الأمور لا تعتبر سوء تخطيط وغياباً تاماً للإستراتيجيات في الأندية التي تعمل وفق النجاح الذي يشترى بالمال ونحن نعلم أن المال السائب...؟

ولذلك لا بد أن يكون هناك دور ضبط جودة وتحسين مستمر لاتحاد كرة القدم في ظل غياب الاحتراف المالي للمؤسسات الرياضية قبل الإداري لضمان وتحسين نوعية المخرجات الرياضية، والسؤال المحوري هنا: لماذا كل مهن الحياة توضع لها مؤشرات أداء وفيها مساءلة مقابل الصلاحيات والواجبات وتحتاج لرخص ممارسة وخبرات معينة ما عدا الإدارات الرياضية؟

حتى تحترف الأندية ننصح بالابتعاد عن الولاء والبراء الشخصي وأيقونة ابن النادي والشخص ماركة مثبتة في مهن عديدة، وبالتالي مسألة الإدارة الرياضية بالنسبة له أمر سهل، وسيتعاقد مع شركة استشارية لتقديم أحسن الحلول والممارسات، وكأن تلك الحلول والممارسات لا تريد من يطبقها بدقه شريطة أن يملك الكفاءة الأساسية لتفعيل التوصيات وتطبيقها وقياس مدى فعاليتها وتوظيف الموارد، وجذب المواهب الإدارية الرياضية لإحداث نقلة نوعية، ولذلك ستظل منافستنا محلية وإن تطورت ستنافس أشقاءها في الدول العربية.

Email