رياضة المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهيت قبل أيام، محاضرة لي عن المسؤولية الناجمة عن استخدام التطبيقات الذكية، في إدارة المؤسسات الرياضية، والتي عقدت في الجامعة الأميركية في الإمارات، بالقول إن الرياضة ستشهد المزيد والمزيد من التطورات التكنولوجية، لدرجة قد لا يستوعبها البعض.

فبعد المرور بمراحل التطور التقني الخمس، وهي على التوالي، مرحلة جيل المصباح الإلكتروني والتلفزيون، ومن ثم مرحلة جيل الترانزيستور، ومن بعدها مرحلة جيل الدارات المتكاملة، ومرحلة جيل المعالجات الصغيرة (Microprocessor)، وانتهاء بمرحلة جيل (النانوتكنولوجي).

 وهي تقنية مستحدثة، تعتمد على تقنية المواد المتناهية في الصغر، أو التقنية المجهرية الدقيقة أو تقنية النمنمات، أرى أن الرياضة مؤهلة للدخول – إن لم تدخل بالفعل - في مرحلة الجيل السادس من مراحل التقنية والتطورات العلمية المستقبلية.

ما ختمت به محاضرتي، جعلني أعتقد بانني قد شطحت بعقلي، وبالغت نوعاً ما في إطلاق العنان لتفكيري في مآل الرياضة، خصوصاً في منطقتنا العربية، إلا أن ما كنت أتخيل أنني وقعت فيه من شطط ومبالغة، سرعان ما تبدد، عندما طالعت ومتعت نظري في قراءة عنوان عريض لإحدى صفحات البيان الرياضي، يشير إلى أنه، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، رعاه الله، ستشهد دبي ولادة مونديال رياضات المستقبل عام 2017.

يا إلهي ما أروعك..

أإلى هذا الحد وصل حد استشراف سموك للمستقبل؟؟!!

عبارتان جاءتا على لساني فور الانتهاء من قراءة الخبر، محاولاً التعبير عن مدى احترامي وتقديري لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، واستشرافه لمستقبل الرياضة في دبي.

لا بل في العالم كله، حيث إن إقامة مونديال رياضات المستقبل، يعني أن الرياضة، كما قلت آنفاً، باتت على أعتاب دخول عصر جديد من عصور التكنولوجيا، الأمر الذي سيقسم الرياضة إلى ثلاثة أنواع، تقليدية وذكية وأكثر ذكاء، وسيكتب التاريخ بأحرف من ذهب، أن الثالثة هي صنيعة إماراتية مئة في المئة.

إن دخول الرياضة لما هو أبعد من جيل الرياضة الذكية، بات - بعد توجيهات صاحب السمو حاكم دبي - أمراً مقضياً، حيث أستطيع القول بملء الفم، إننا سنشهد بالفعل، وبإذن الله، ولادة مونديال رياضات المستقبل عام 2017.

لكن الأمر الذي يجب البدء فيه، هو مراجعة حزمة التشريعات الرياضية داخل الدولة، ومحاولة تعديلها، لتتواءم مع هذه الرياضة المستحدثة، وفي حال عدم انطباقها وانسجامها مع مستلزمات الرياضة المستقبلية، ينبغي الإسراع بإعداد مشروع قانون للرياضات المستقبلية، بحيث يتم توضيح المقصود بها.

وتحديد نطاقها، من خلال بيان المسابقات والممارسات الرياضية التي تشملها، والتفريق بينها وبين كل من الرياضات التقليدية والذكية، وبالتالي، ستضرب دولة الإمارات العربية المتحدة، موعداً جديداً مع التميز والتفرد والريادة.

Email