في الرابعة

خلوة ما بعد النفط

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالوا قديماً إن السياسة لعبة قذرة، لكن ما نراه اليوم في الوسط الرياضي الدولي أقذر بكثير مما كنا نشاهده في المشاهد السياسية الدولية؛ إذ بدأت الرياضة تُسَيَّس وتستغل لأهداف دول أخرى، وهذا أمر لا أريد الخوض فيه الآن، لكني سأتوقف عند تأثير الرياضة وقوتها في توجيه عقول وأهداف الشباب والمجتمع بشكل عام.

وبعد أن كان العالم يشاهد تنافس اللاعبين والأندية بين بعضهم فنياً داخل المستطيل الأخضر، اليوم يصنعون الحيل والمكائد من أجل تدمير بعضهم من عملية إغراء اللاعبين بالأمور، وتجميعهم في دكة البدلاء؛ الأمر الذي ينعكس سلبياً على منتخب الدولة، الذي يتأثر بعدم جاهزية النجم حبيس الدكة، الذي كان أساسياً في ناد آخر.

اليوم منافسات كلامية قاتلة وأخرى مهينة ومؤثرة، والخاسر الوحيد رياضة الدولة، التي باتت شبه مبعثرة إعلامياً وفنياً وإدارياً، في الوقت الذي كان من المفترض أن تكون أكثر احترافية أخلاقياً قبل فنياً.

ولأني أرفض التعميم، لكن الغالبية العظمى ركزت في المصلحة الشخصية، واللوم هنا على الهرم الرياضي الذي تقع كل الأندية، باللاعبين والإداريين، تحت مظلته، في غياب قانون صارم وواضح ومطبق على الجميع؛ أضعفَ تلك الهيبة، وجعلَ الحابل في النابل.

لهذا وبعد كل ما حدث ويحدث وسيحدث في عالم المستديرة التي أذهبت العقول وأنزفت الخزائن، فمن الطبيعي أن تكون الأعين على من سيدير اتحادها في المرحلة المقبلة، التي تشهد استحقاقات كروية مهمة أهمها كأس العالم؛ وغياب الخطة التطويرية طويلة المدى مشكلة كبرى تحتاج لحل سريع وتطبيق ما قاله بالأمس الشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس نادي عجمان في «خلوة ما بعد النفط»، أنه سيقف قلباً وقالباً مع القيادات القادرة على إدارة اتحاد الكرة، مطالباً بوضع أفكار جديدة ودماء شابة ذات كفاءة، وتطوير اللجان أهمها وأولها، وخاصة لجنة الحكام غير المرضي عنها دائماً إدارياً وجماهيرياً..

ولنقطعَ الشك باليقين، ونعيدَ الثقة بينهم وبين أهل الكرة، لا بد من تكثيف الاهتمام أكثر بتلك اللجنة المؤثرة والمهمة والحساسة جدا؛ لتكون أكثر احترافية، ليس بزيادة المكافأة التي صرفت، ولكن بتوفير الأجواء المناسبة لهم من خلال مساعدتهم بالتفريغ الجزئي من أجل المصلحة الكروية.

اليوم التنافس على مقعد الرئيس حُصر بين يوسف السركال، ورئيس نادي النصر مروان بن غليطة، وعلى من يريد الفوز أن يركز على التطوير لا الهدم والبناء من جديد؛ فلا الوقت ولا الميزانية ولا الأندية ولا حتى الجماهير مستعدون لإعادة عصر الاحتراف من جد وجديد.

Email