في الرابعة

تحفيز فزاع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكونت العقدة للإمبراطور الوصلاوي، بعد سبع سنوات من الخسائر المتكررة، وحاور الإمبراطور مرارا وتكرارا أن يحقق الفوز على جاره العميد النصراوي في المواسم الماضية لديربي بر دبي الأشهر في دوري الخليج العربي دون أي فائدة أو نتيجة إيجابية ترضي جماهيره العاشقة الصامدة إلى جانب فريقها، في الخسارة قبل الفوز واصفينه بـ «أسلوب حياة»، وأن عشق الوصل لا نهاية له في قلوبهم بعد أن أسعدهم سنوات بتاريخه وإنجازاته كأحد أندية الدولة الكبرى ذات التاريخ المجيد.

ولأن الخسارة تكررت، والسنوات طالت ولم تأت فرحة الفوز المنشود، أصبح الأمر بمثابة العقدة لدى كيان الإمبراطور الذي ينبض بحب الكرة والوفاء للشعار، الأمر الذي أصبح شبه مستحيل لدى البعض وموعداً للألم كلما يأتي موعد ديربي دبي الذي دائما ما ينتهي بحزن أصفر وفرحة زرقاء.

ليأتي شيخ الشباب سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ويجدد نبض القلوب الوصلاوية عبر رسائل حب ودعم للجماهير واللاعبين، مؤكدا فوز الوصل ليكون هذا الأمر دافعا قويا لهم جعلتنا نرى المدرجات ممتلئة، واللاعبون في أفضل حالاتهم يلعبون برغبة جادة بالفوز وثقة كبيرة وقوة جعلتهم الأفضل والأجدر بالفوز على الجار الذي آلمهم بفوزه طوال تلك السنوات.

لنرى الجماهير مهللة «شكرا فزاع» ذات الدم الأحمر نسبة لأهلي دبي، والقلب الأصفر نسبة للوصل، لنعيد تاريخ التصريحات السابقة التي تحدث فيها سموه عن عشقه للوصل حينما قال في أحد تلك المقاطع الشهيرة عبر اليوتيوب «اذا الوصل بخير نحن بخير»، كل تلك العبارات كانت سبباً كافياً لفك عقدة سبع سنوات من الخسائر المتتالية للوصل أمام العميد واضعا بذلك حداً لها ومسعدا قلوب جماهيره الوفية.

ديربي بر دبي كان الأكثر متعة وإثارة فنية وجماهيرية في الجولة 16 من دوري الخليج العربي، خاصة بعد أن استطاع النصر في الشوط الثاني من التعادل مع الوصل المتقدم عليه بهدفين في الشوط الأول ليكون التعادل حتى الثواني الأخيرة أكثر جمالا لعشاق الكرة وفنونها، قبل أن يحسمها الوصل بهدف الفوز ويكون حصيلة هذا الديربي خمسة أهداف رائعة لكلا الفريقين، ليحصل لاعبو الفهود على الثقة بقدرتهم على التخلص من العقدة النصراوية.

الوصل حقق فوزاً تاريخياً، وأوفى المهاجم البرازيلي كايو كانيدو بالوعد الذي أطلقه قبل أربعة أشهر، عندما خسر الوصل من النصر بهدفين دون رد في لقاء الذهاب، بأنه يعد جمهور الإمبراطور بفك عقدة الديربي في لقاء الإياب، وبالفعل سجل المهاجم البرازيلي هدف الفوز في الوقت القاتل، مانحاً الفهود أغلى انتصاراته.

وبالطبع بعد هذا الديربي الجميل وضع الجميع أسباب الفوز للوصل والخسارة للنصر من جوانب فنية مختلفة شملت اللاعبين والمدربين والجهاز الفني والإداري بالكامل، لكن السبب الرئيسي والأوحد بوجهة نظري والسر الحقيقي يكمن في «سناب فزاع» الذي أعاد للوصل الحياة، فشكراً شيخ الشباب شكراً شيخ الفرسان فزاع.

Email