في الرابعة

اتحادات ترفض التغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تقتصر الإعاقة على الجسد العاجز عن أداء كامل أعضائه، بل هي شاملة الفكر الذي لا يتطور، ويرفض كل جديد حديث، ولا يبحث عن الأفضل، مكتفياً بما توفر له، ليتوقف حيث انتهى الآخرون، رافضاً التقدم خطوة نحو الأمام، المهم أن يكون الجهد أقل والمقعد باقياً ولا يتحرك، وهنا المشكلة الكبرى لدى بعض الاتحادات الرياضية الرافضة للتغيير، والعاشقة للروتين وبقاء الحال كما هو عليه.

ولأننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الرقم واحد، والباحثة عن التميز والصدارة، والرافضة لكل ما هو تقليدي، دولة تنظر إلى ما بعد المريخ، وإلى المركز الأول، حيث لم تعد تغرينا الأرقام الأخرى، إن لم يكن لنا في الصدارة مركز، للوقوف على أساس متين، عموده حب الوطن، وجناحه روح الاتحاد التي ضمها زايد الأب والقائد والمعلم، من رحل جسده وظلت روحه تعمر الأرض بالخير والعطاء.

ولأننا في دولة الإمارات لا نعترف بالصعب، وليس للمستحيل مكان بيننا، ولا نقبل بأن نكون أقل من غيرنا، ونحب أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون، فمن المعيب أن يكون بيننا اتحادات رياضية معاقة، تعطل تطور الحركة الرياضية في دولة الإمارات..

وتكون حاجزاً في وجه الإنجاز القاري والدولي، وتجعلنا أقل احترافية، مقارنة بالاتحادات الدولية الأخرى، الأمر الذي لا يناسب توجه وطننا وقادتنا في مختلف المجالات الأخرى، لتكون الرياضة الإماراتية هي الحلقة الأضعف دولياً بالنسبة لوطننا الكبير بالعطاء والإنجاز.

إخواني وأخواتي من قرأ مقالي هذا، أنا لا أقصد هنا المقارنة بين اتحاد قديم ذي شعبية جماهيرية وإمكانات مادية عالية، واتحاد جديد لا يملك اللبنة الأساسية بعد، كوني أعلم أن في الأمر ظلم، وأن المقارنة لا يقبلها عقل ولا منطق، لكني قصدت اتحادات ذات عمر رياضي يشفع لها لأن تكون قد احترفت منذ تأسيسها إلى اليوم..

ولكنها، ومع الأسف، ما زالت ترفض العمل بطريقة أكثر احترافية وتطور، وتعتمد على غيرها في تسهيل مهامها، من خلال الشركات الخاصة، والتي تزعم أنها محترفة ومتعاملة مع اتحادات ووسائل إعلام دولية، وهنا الطامة الكبرى، التي تؤخر تطور الرياضة الإماراتية ووصولها للعالمية.

فبناء الدار بيد أصحابها، أكثر جودة وقوة من أن نبنيها بيد شخص يريد الفائدة الوقتية، وهنا أخاطب اللاعبين السابقين لمختلف الرياضات، أين أنتم من اتحاداتكم، وأين اتحاداتكم منكم بعد أن اعتزلتهم اللعب، وأين أفكاركم المبدعة لخدمة اللعبة والاتحاد، أم أن تطبيق ما يطبقه اتحاد آخر دون تعب وعمل، هو الحل الأسهل والأوفر؟!

عذراً يا أبناء زايد، ما أراه في بعض اتحاداتنا معيب ولا يليق بمستوى طموح قادة يملكون فكراً رياضياً سديداً، ولهم إنجازات رياضية عالمية، كأبطال أولمبيا وفرسان وفارسات من قادة دولتنا الحبيبة، مؤسف أن أرى أكبر هرم رياضي في دولي يعاني من بعض الأخطاء الإلكترونية، في الوقت الذي يطالب فيه قادتنا بالحكومة الذكية، مؤسف أن أخطئ في تسجيل لاعب وأنا أعيش عامي السابع من الاحتراف، مؤسف ألا يوفر اتحاد للاعبيه أبسط ما يستحقون من أجل المشاركة الدولية، وأهمها التفريغ من وظائفهم الحكومية، وهنا أقصد المشاركين في الألعاب الشهيدة.

في الختام: لا عتب ولا ملام، إلا على أصحاب الكلام دون الأفعال.

Email